
أكد عضو كتلة الأصالة النائب عادل المعاودة عدم وجود نية للدولة في تعديل الدوائر، “لا أعتقد أن نية تعديل الدوائر متوفرة لدى الدولة في الوقت الحالي”، مشيرًا إلى أن تعديلها مرهون بتغير أداء “ما يسمى بالمعارضة، والمطلوب هو تطوير عملها وكيفية إدارة الشارع الوفاقي وغير الوفاقي”. وأشار في حديث مع “البلاد” إلى أن “الحوار لا يمكن أن
يفرض فرضا على المتحاورين، وهذا ما يسعى إليه البعض”، معتقدا أن الحوار وفق واقع القوى البحرينية سيكون عقيما، بإصرار كل منها على أن كلامها صواب لا يحتمل الخطأ”.
وعن الحوار خارج المجلس الذي تطالب به بعض الجهات تساءل المعاودة: “هل نحن داخل المجلس متفقون على ذلك؟!”، مستدركًا: “إذا كنا نحن داخل المجلس لم نتفق أصلا على تعديل الدوائر، فكيف تريد لجهات أكثر تشددا أن توافق”.
ونفى المعاودة تبعية كتلة الأصالة إلى الديوان الملكي وقال “لسنا تابعين للديوان الملكي ولا لغيره، ومواقفنا نتخذها وفق قناعاتنا ومصلحتنا ومصلحة الناس”، منوها إلى أن العلاقة مع الديوان ليست عيبا، كما هي علاقة بعض القوى المرتبطة بأمريكا والتي تسميها في ذات الوقت بالشيطان الأكبر… وهذا نص الحوار مع المعاودة:
أطلقت دعوة للحوار بعد حلحلة ملف الموقوفين والمحكومين على ذمة قضايا أمنية، وبدأت مناقشات بشأن الحوار داخل مجلس النواب بمشاركة قوى مقاطعة من خارج المجلس، إلا أن البعض يقول أن المشروع أقبر بسبب الدعوى لإشراك قوى مقاطعة وعدم وضوح الرؤية… فهل أقبر المشروع فعلا؟
– لا أعلم أن المشروع أقبر، والحوار لم ولن يتوقف قط ما دامت الحياة مستمرة، فالاختلاف بين الناس هو أمر فطري جُبل عليه البشر كما قال الله تعالى “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ”. ثم من يملك أن يلغي الحوار؟! إن الإشكالية هي أن الحوار الوطني لم يبدأ بخطوات حقيقية، كما يجب أن يشمل كل الملفات ويتم مع الجميع، وهذا أمر بديهي ومنطقي.
– ولكن هذا بشكل نظري؟ * صحيح، ولكن الحوار له أركان وشروط، ولكي نكون صريحين ، سيصبح الحوار عقيما إذا تم وفق واقع القوى البحرينية الحالي ; أي إذا أصرت كل منها على أن كلامها صواب لا يحتمل الخطأ وكلام غيرها خطأ لا يحتمل الصواب، فإذا كان هذا هو الحال فنحن إذا أمام حوار عقيم وغير منتج. وللأسف هذه هي العقلية التي تعيش بها بعض القوى التي تعتبر رئيسية في الحوار.
وإذا كان هذا هو واقع الحال فما المخرج إذا؟ ،إذا كان الجميع لديه شروط والكل لديه إملاءات، فالمخرج هو أن نجلس لنحدد الأجندة والشروط والأسلوب، حتى نبدأ على هدى وبرؤية واضحة.
ما هي الإملاءات؟ – نعم هناك شروط وإملاءات وأجندة مفروضة وملفات محددة على المتحاورين قبل أن يبدأوا ، وهذا ما يسعى إليه البعض. وذلك يجعل الطرف الآخر لا يقبل بالحوار. والكياسة والحصافة تقتضي أن نجلس أولاً ثم نتفق على ملفات الحوار وأجنداته، “فالمُهرة لا تمتطى إلا بعد التهيئة”.
لكي نكون أكثر وضوحا، هل من الممكن أن تطلب مني شيئا لا أملكه؟ – بالتأكيد لا.
إذن من يملك سلطة تعديل الدوائر الانتخابية في البحرين، فهو إما أن يصدر جلالة الملك مرسوما بذلك أو أن يتم الاتفاق في المجلس، وهذه هي وجهة نظر الوفاق، الجمع بين الحوار داخل المجلس وخارجه مع أصحاب السلطة الحقيقيين؟. هل نحن داخل المجلس متفقون على ذلك؟! إذا كنا نحن داخل المجلس لم نتفق أصلا على تعديل الدوائر، فكيف تريد لجهات أكثر تشددا أن توافق. وهذا تأكيد على ما أقول، أنت تفرض ملفات قبل أن تجلس مع المتحاورين الآخرين.
هل ملف الدوائر مرفوض؟ – ملف الدوائر ليس قرآنا لا يمس، فبالدرجة التي يرى البعض تغييرها هناك آخرون على خلاف معهم في تلك القناعة، بل هناك أناس على العكس و النقيض.وهذا مثال على ما أريد إيصاله إليك، وهو أن هناك قوى تريد فرض ملفات تعرف مسبقا موقف قوى مجتمعية أخرى لها. إذن هذا ليس حوارا وإنما فرض إرادات، والنتيجة ستكون صفر إذا كان المنطق هو إن لم تكن معي فأنت ضدي!.
إذاً وصلنا إلى طريق مسدود؟ – لا أبدًا، بالعكس هذا التوضيح لازم حتى لا نصل إلى طريق مسدود، وبشكل عام الحوار مستمر بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا له، فنحن بسبب عملنا المشترك داخل مجلس النواب في حوار و نقاش دائم وبأسلوب أخوي ودي يقوم على المشاورة و المشاطرة للهموم الوطنية، وهذا يؤكد على إمكانية التقدم في الحوار، عندما نجلس ونحاول بلورة الملفات والوصول إلى آليات لإدارتها، ثم يمكن لنا تحقيق توافقات على الأقل في بعضها.
ولكن الأمور ما زالت مبهمة حتى على مستوى من يقود الحوار؟ – لاشك أن معرفة الواقع والإلمام بالأطروحات التي يقدمها أطراف الحوار لا تشجع أحدًا على التقدم، فإذا كانت النتيجة معروفا سلفا فلن يملئ أحد فراغ قيادة الحوار. وهنا لابد من التنبيه إلى ضرورة التدرج في التفاهم على الملفات، ولنأخذ النبي (ص) مثالا، فقد أبرم صلح الحديبية كخطوة أولى، وقد عارضه في ذلك بعض كبار الصحابة.
وما هو إذن المعوق باتجاه التقدم في الحوار؟ – بالنسبة لنا نحن مستعدون للحوار وأعلنا موقفنا بشأنه، إلا أن أطرافا في ما يسمى المعارضة لم تقبل بالحوار، بل تنزع نحو فرض مطالبها على باقي الأطراف المتحاورة، ومطالبها وأجندتها معلنة، وهنا تكمن