
الشيخ عادل بن عبدالرحمن المعاودة بصرف النظر عن موقعه رئيسا لواحدة من أهم لجان مجلس النواب وهي لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني.. فإنه الذي يقوم بدور كبير ومؤثر كنائب بارز.. الأمر الذي يجعله يقوم بمهام داخلية وخليجية أكبر من كونه عضوا بمجلس النواب!
وفوق ذلك فالشيخ عادل شخصية محبوبة وموضع ثقة من الجميع على كثير من المستويات.. وهو المشارك في كل القضايا المجتمعية على مستوى المنطقة التي يمثل أهلها في السلطة التشريعية وعلى مستوى مناطق أخرى عديدة.. تسعفه في ذلك ثقافته الواسعة وعلاقاته الحميمة مع الكثيرين.
يلعب دورا مشهودا من خلال جلسات مجلس النواب، حيث اثراء النقاشات في القضايا الوطنية العامة وخدمة قضية التلاحم والتآخي داخل المجلس وبين كتله والحفاظ على روح الأسرة الواحدة، والمسارعة الى ابعاد أية بوادر للصدام والشقاق في الصف النيابي الواحد.
طرحت في الآونة الاخيرة قضايا مهمة سواء من داخل مجلس النواب مثل قضية علاقة المجلس بوزارة الخارجية والشئون الخارجية عامة.. وقضية التشريعات التي تضمن الحفاظ على الأمن الوطني والأمن العام.. وقضايا مجتمعية مهمة أخرى كان لابد لنا أن نحاوره حولها.. ونستمع الى رأيه الذي عودنا ان يجيء صريحا. والآن.. عما سألناه.. وبماذا أجاب:نص الحوار
من أبرز اختصاصات واهتمامات اللجنة التي تترأسونها وهي لجنة الشئون الخارجية والامن الوطني هو إعداد ومراجعة التشريعات التي تضمن حماية الوطن وأهله.. فإلى أي مدى قطعتم الشوط على طريق إعداد هذه التشريعات الشديدة الحيوية.. ولماذا تبدوا وكأنها متعثرة؟ ــ يجيب فضيلة الشيخ عادل المعاودة: في هذه السنة نظرت اللجنة العديد من التشريعات المهمة.. ولعلك تذكر انه من خلال لقاء اجتماعنا مع وزير الداخلية طرحنا قضية المولوتوف.. وأوضحنا لمعاليه ان تصنيع وحمل المولوتوف في البحرين ليس مجرما ولا عقاب عليه، وأوضحنا أيضا ان هذا يعد ثغرة خطيرة في التشريع البحريني، والامر يحتاج الى تشريع عاجل يتوافق مع قانون العقوبات.. بينما القاعدة معروفة في الشريعة “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.. أي ان ما لا يقوم الواجب إلا به فحكمه حكم الشيء نفسه، ومعروف أيضا ان الوسائل لها أحكام المقاصد، وحكم الوسيلة هو حكم المقصد.. لذا ليس من المعقول ان نسمح لشخص بتصنيع أو حمل المولوتوف وارتكاب الجريمة ثم تأتي مرحلة الاتهام.. كما أن الوقاية من ارتكاب أو وقوع الجريمة مرحلة مهمة جدا من مراحل مكافحة الجرائم ولذا كانت أهمية هذا التشريع. والمهم ــ يقول الشيخ عادل ــ كان معالي الوزير شديد التجاوب معنا وقال: أنتم السلطة التشريعية والكرة في ملعبكم.. ولذا شرعنا على الفور في إعداد التشريع المطلوب.
وقال: نأتي الى قانون المؤسسات العقابية (السجون).. وضعته كتلة الاصالة وتقدمت به الى المجلس.. ولكن الحكومة أرادت الاضافة إليه فجاءت بمشروع قانون جديد.. وجاء المشروع في صورته الاخيرة متوافقا مع اتفاقيات حقوق الانسان حيث روعيت فيه حقوق المسجون كاملة.. وقد حظي هذا القانون باشادة واسعة.. لكن كانت هناك ملاحظات من قبل المجلس عندما عرض في جلسة عامة بنهاية دور الانعقاد الثالث.. وهو موجود الآن في المجلس بعد تعديله على ضوء الملاحظات وسيعرض بإذن الله في بداية دور الانعقاد الرابع.
قانون المرور
ويقول الشيخ عادل المعاودة: من القوانين المهة جدا ــ قانون المرور ــ وهذا القانون تلعب الخبرة دورا رئيسيا في صياغته.. ونحن نعي المآسي التي تعانيها الادارة العامة للمرور.. ولذا نميل الى التشديد في العقوبات المرورية من خلال هذا القانون.. وقد اكتشفنا بعد وضع هذا القانون وعرضه على الجميع ان هذا التشديد قد يؤدي الى التفريد.. فوضعنا عقوبات جديدة درجت عليها المحاكم.. وذلك لان القاضي عندما يرى العقوبة شديدة فإنه يميل الى عدم الحكم بها ويلجأ الى تعطيل العقوبة بدلا من التشدد.
وقال: لذا فإنه من الأوفق للسلطة التشريعية ان تنسق مع الحكومة في مجال التشريعات حتى لا نربك بعضنا بعضا.. والحقيقة اننا اقتنعنا بعدم الميل الى المبالغة في تشديد العقوبات.. حتى لا نعطل القاضي.. ولذلك تم سحب القانون في آخر لحظة واعادته الى اللجنة لادخال تعديلات عليه. وقال: كما قلت: الهدف هو تضبيط بعض العقوبات والبعد عن الغلو والمبالغة في التشديد.
وأضاف: الحقيقة أنا كنت أميل الى التشديد في عقوبة تجاوز الاشارة الحمراء وخاصة انه يسبب كوارث ووفيات وضحايا.
العلاقة مع الخارجية
وكيف ترون علاقتكم مع وزارة الخارجية.. وخصوصا أنتم اللجنة المختصة بالشئون الخارجية؟ ــ أجاب الشيخ عادل: العلاقة الشخصية مع معالي وزير الخارجية وسعادة وزير الدولة للشئون الخارجية من أحسن ما يكون.. لكن للأسف من الناحية العملية فإن الهيئة الشعبية التي يجب أن تكون على علم ودراسة بكل شئون وأحوال البلد الخارجية وهي لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب هي آخر من يعلم مع انها الجهة التي تمثل شعب البحرين.. ونحن في الحقيقة لدينا من الامكانيات والوسائل ما يضمن لنا بأن نكون في الصورة دائما، ولكننا آثرنا ترك الارباك والتصادم حفاظا على سمعة البلد.. ومما يؤسف له أيضا ان هذا الموقف لم يكن محل التقدير الذي ينبغي ان يكون!
ويعود الشيخ عادل ليقول: للأسف نحن مازلنا مهمشين من وزارة الخارجية.. ليس كأشخاص ولكن كلجنة ومجلس للنواب!.. والحق يجب أن يقال وهو ان اللوم كله لا يقع
على الخارجية.. بل يتحمل مجلس النواب الكثير من هذا اللوم.. والمثل يقول: “من ادعى نفسه سبوس لعبت به الدجاج”!
ثم يؤكد الشيخ عادل من جديد: ان الشعب ممثلا في مجلس النواب مهمش من حيث الشئون الخارجية.. وهناك العديد من المواقف والقضايا الخارجية كان لابد من اطلاع الشعب عليها ولكن للأسف تم تجاهل الشعب تماما.. اللهم إلا في الحالات التي كانت بتوجيه مباشر من جلالة الملك.. ثم آثرنا عدم الصدام في كثير من القضايا ذلك لأن من يصر على ان يسبح ضد التيار يتعب!
قلت: نريد مثالا واحدا؟ ــ أجاب الشيخ عادل: بعيدا عن مميزات الوزراء والنواب.. هل يجوز أن يسمح للنواب ان يوضعوا في درجة أقل من درجة وكيل مساعد.. وهم من الاولى ان يكونوا أندادا للوزراء.. وعدم السماح للوزراء بأن يكونوا في مراكز أعلى.. في كل دول العالم.. النائب لا يقل عن الوزير.. ورئيس السلطة التشريعية ــ إن لم يكن أعلى ــ لا يقل عن رئيس السلطة التنفيذية.. وان كانت لرئيس السلطة التنفيذية في بلدنا مكانة خاصة تفرضها شخصيته وتاريخه.. ولكن هذا يجب ألا يؤدي الى الانتقاص من مكانة رئيس السلطة التشريعية.
وقال: يؤسفني جدا ان كثيرا من هذه الأمور المجلس نفسه له يد فيها.. فالنواب يخافون من القيل والقال.. ولكن هذا الموقف جاء للأسف على حساب قوة السلطة التشريعية.
وقال: الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدون تسلم اليهم يوميا نشرة اعلامية مفصلة.. ولكن النائب لا يدري ماذا يدور في بلده.. النائب تعطى له 3 صحف والوكيل المساعد تسلم له كل الصحف.. اطلعونا على مشروع مبنى مجلس النواب منذ 5 سنوات ولكن شيئا لم يتحرك.. تدخل مجلس النواب وكأنك تمشي في شوارع غزة!
صراع الكتل النيابية
كيف ترى حركة الصراع بين الكتل داخل مجلس النواب.. أراها متذبذبة وغير مستقرة؟ ــ أجاب الشيخ عادل: في البداية كان هناك احتكاك.. بالضبط كما يحدث في مباراة كرة القدم.. في الدقائق العشرة الاولى تكون محاولة فهم اللعب والخطة.. الخ.. وفي المجلس في بداية دور الانعقاد الاول من هذا الفصل التشريعي نظرا الى أن الوفاق قد جاءت ككتلة جديدة فإنها كانت تحتاج الى وقت لمعرفة كيف تسير الامور.. حيث كانت عليها متطلبات تلتزم بها أمام ناخبيها تريد ان تحققها.. وكانت الكتل الاخرى في محل مراقبة.. وما حدث هو انه مع الايام.. وتواصل الاحتكاكات حصل نوع من التفاهم بين الكتل.. كل نائب يحاول أن يفهم الآخر.. واجتماعات اللجان والسفر حيث يلتقي النواب اكثر.. كل هذا قوّى العلاقات جدا.. وأوجد في النهاية منظومة متفاهمة ومتعاونة.. لذا فأنا ضد اي شخص يتهم مجلس النواب الحالي بمجلس التأزيم.. والحقيقة هي ان كل كتلة لها أجندتها الخاصة.. وهذا ليس بخطأ مادامت هذه الاجندة ليست على حساب الوطن.. والاسلامي له أجندته والليبرالي له أجندته.. صحيح ان الوفاق جاءت بأجندة مختلفة ولكن مع الاحتكاك والعمل معا تحقق نوع من التلاحم داخل المجلس.. وهناك ما هو متفاهم عليه من خلال كل الاجندات، وهناك أيضا ما هو مختلف عليه حتى الآن.. لذا أعتقد انه ربما قد بكينا كثيرا على الاخوة الذين افتقدناهم في الفصل التشريعي الاول.. وفي الفصل التشريعي الثالث سيحدث نفس الشيء حيث البكاء على من سيُفقدون في الفصل التشريعي الثاني!
وقال: شهادة أعلنها على الجميع ان النواب بذلوا جهودا كبيرة في درء الفتن.. وهذا بعكس ما يروج عنهم من انهم يشكلون مجلس تأزيم!
دور الانعقاد الرابع
دور الانعقاد الرابع القادم بعد أيام أو شهور قلائل.. يختلف الرأي حوله.. البعض يراه دورا للدعاية الانتخابية وعدم العطاء للوطن.. ودورا للصراعات الاكبر والاوسع.. والبعض الآخر يراه عكس كل ذلك.. فكيف تتصوره أو تراه؟ ــ يجيب فضيلة الشيخ عادل المعاودة: للأسف أقول ان معظم القضايا التي تثار حول المجلس هي من صنع الاعلام.. ولذا يجب ألا نغفل حقيقة مهمة مؤداها ان التيار غير الممثل في المجلس هو التيار الذي له حضور اكبر في الاعلام.. والمثل يقول: يمدح السوق من ربح فيه، ومن خسر فيه لا يمدحه! وقال: والاعلاميون الذين يسيئون الى المجلس هم من الصنف الخاسر.. لكن يبقى ان هناك الاعلامي المنصف والصادق.. وهناك المحلل برؤية نقدية وليس مراده التكسير.
وقال: وللأسف هناك آخرون حرمت عليهم الميتة والدم ولحم الخنزير يضاف اليها “وذكر البرلمان بخير”!! وللأسف أيضا ليس كل الكتاب على مستوى الكتابة.. ففي مصر والدول العربية لا يكتب العمود إلا الصحفي الذي هو في آخر مراحل العمر الصحفي.. أما عندنا يتسلم أمانة العمود أحيانا أميون لينظروا ويوجهوا المجتمع، وينتقدون من لا يملكون ذرة من علمهم ولا ثقافتهم! ولذا أقولها بصراحة ان الدور الرابع والاخير للسلطة التشريعية يبذل فيه عادة الجهد الاكبر لانجاز ما لم يتم انجازه في الادوار الثلاثة التي سبقته.. أما من يقولون انه للدعاية الانتخابية فإنهم مهووسون بالاشياء.. ويقيني ان الدور الرابع هو من أنجح الادوار وأجزلها عطاء للوطن والمواطنين.
اختلافات الرأي بالمحرق
يظهر على السطح أن أهل المحرق مختلفون ومتعارضون ومتضاربون حول الآراء والقضايا والمشاريع الجديدة.. الامر الذي يتسبب في تعطيل بعض المشاريع بينما تكون نافعة للجميع؟
ــ هذا الذي يراه البعض سببه ان المحرق بها حراك سياسي حقيقي أكثر من غيرها.. وبها حريات ومثقفون وناضجون أكبر.. وبها فعاليات وأنشطة ومجالس محترمة.. وانها السباقة في ذلك على مستوى كل المحافظات.
وقال الشيخ عادل: أي مشروع في الدنيا لابد ان يكون له مؤيدون ومعارضون.. والجميع أحرار في ابد
اء آرائهم.. والانسان البحريني ألفه الناس جميعا انه يقول ما يعتقد.. وهذه ظاهرة صحية.. وفي كل قضية لابد ان يكون هناك صواب وخطأ.. لذا فإنه بعد المناقشات الواسعة لابد ان يتفق الجميع على ما يرونه صوابا.
وقال: وفي هذا الحراك الحر نحن منهجنا هو منهج الإمام الشافعي، وهو “كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب”.. لذا يجب ان تتسع الصدور للرأي والرأي الآخر.. ولكن مصيبتنا ان الاعلام ينفخ في القضايا.. وعملية النفخ تكون أحيانا مسيرة عقائديا أو ماديا.. وبعض الصحف تتخذ مواقف لمجرد ان رئيس التحرير وحده هو الذي يريد ذلك.. والبعض يقلب الباطل حقا والحق باطلا!.. وهذا نراه بالنسبة الى المشاريع الجديدة وعند استجواب الوزراء.. ونجد بعض الصحف تجعل الوزير شيطانا رجيما.. والبعض الآخر يرونه ملاكا رحيما!.. وهذا هو ما يطلق عليه “التطرف الاعلامي”.. تطرف في وجهات النظر وفي المواقف بعيدا عن الحقيقة.
هذا مثال!! أيضا نريد مثالا؟ ــ من الامثلة الكثيرة.. مضمار أو مشروع نادي المحرق.. هناك من يدعم هذا المشروع بلا حدود.. وآخرون لم يكونوا ضد المشروع بل يرون ان هناك مبدأ تم تجاوزه، وهو ان الرخصة قد صدرت بتجاوز رأي المجلس البلدي.. أي ان المجلس ليس ضد المشروع بل ضد تجاوز المبدأ الواجب.. ونحن أيضا مع المطالبة بتجاوز هذا الخطأ.. والحمد لله تم الاتفاق على ذلك.
مطار بن جوريون!!
ما هي حقيقة موقفكم من قضية الوفد الرسمي الذي حط في مطار بن جوريون؟ ــ يجيب الشيخ عادل المعاودة: الوفد الرسمي كأشخاص نحن نجلهم ونقدرهم.. وأقولها بصراحة: لقد طالبوني بالاعتذار عن البيان الذي أعلنته.. وأنا أقول لهم بكل احترام: من الذي يجب ان يعتذر للآخر؟! ثم قال: أنا ممثل الشعب في مجال الشئون الخارجية.. ماذا أفعل وأنا أفاجأ برجال مسئولين يحطون في مطار دولة نقاطعها رسميا ثم نعلن عن ذلك رسميا وبلسان وزير الخارجية تكرارا ومرارا.
وقال: نحن نعلم ان احضار الاخوة والاخوات لم يكن على أكتافهم وانما بطائرة.. ولم يأخذوا عربة تجرهم.. ولم يصلوا إلا بوساطة أردنية أو مصرية.. وكان يكفي توكيل الواسطة لاكمال المهمة حفاظا على كرامتنا.. وقال: للأسف نحن نعلم ان هناك تهافتا نفسيا كبيرا لدى كثير من المسئولين للاتصال المباشر مع العدو وهذا كما يقال: “لا تلوموا أي شاذ عن صراط الصف مال فعلى آثاره تلهث أقزام طوال” ونحن نعتقد ان مجلس النواب وشعب البحرين ينتظر الاعتذار عن هذا العمل الشنيع، فعندما ذهب السادات الى اسرائيل قامت الدنيا ولم تقعد.. فلماذا كان السادات عندما قام بذلك مجرما. بينما اليوم يريدون ان يطلقوا على من قاموا بنفس الفعلة أبطالا؟!
الترشيح لرئاسة الأصالة
ما هي صحة خبر ترشيحك رئيسا من جديد لجمعية الاصالة الاسلامية؟ ــ العبرة بالعمل وليست بالمنصب.. وسأكون دائما في المكان الذي يرى اخواني انني أعطي فيه أكثر.. سواء أكان ذلك على مستوى الكتلة او على مستوى الوطن.. نحن خدام هذا الدين وهذا الوطن ثم الجماعة.
وبالنسبة الى مجلس النواب؟ ــ الامر على ما هو عليه إلا ان يجد جديد.
كلمة أخيرة
أرى لديك كلمة أخيرة تود قولها؟ ــ الشيخ عادل المعاودة: يجب ان نعرف ان الهدف من السياسة هو سياسة أمور الناس، وان القصد منها هو اصلاح شئون حياتهم.. سواء أكان ذلك في الامور التعبدية أو الحياتية.. ولذلك أرجو ألا تشغلنا الانتخابات. وهذا الكلام أوجهه الى اخواني الكتاب.. أرجو ألا يهمنا أمر ترشيح فلان أو انتقال فلان من دائرة الى أخرى.. أرجو ألا ينشغلوا بأمور الانتخابات.. وأطالبهم كأخ محب لهم وللبلد ان نتعاون جميعا لإنهاء ملفات عالقة مهمة، ومنها على سبيل المثال تعديل وضع المتقاعدين الذين كثرت مطالبهم وطال انتظارهم.
وقال أيضا: أناشد اخواني الكتاب بحملة لرفع الظلم الشنيع الذي ينزل على مدرسات رياض الاطفال وهن الآلاف، وبعضهن متزوجات يخرجن في الصباح تاركات أطفالهن من أجل 120 دينارا ومن دون رواتب صيفية. وقال: أطالب الحكومة بالتدخل فورا لانصافهن من الخزانة العامة أو من أموال ألبا وبابكو.. ويجب ألا تقل رواتبهن عن 300 دينار شهريا لانهن مدرسات أطفالنا.. وتركهن في هذا الوضع المزري عار علينا جميعا نوابا وكتابا وحكومة.. عار علينا ان نعجز عن توفير بضعة ملايين لاصلاح وضع شريحة هي من أهم الشرائح المجتمعية.
وقال: يجب علينا ان نرفض جميعا اجبار المعلمين والمعلمات على ان يداوموا في وظائفهم قبل العيد بثلاثة أيام.. فهذا معناه نقص الاحترام والتقدير للمعلم الذي كاد أن يكون رسولا.. والآن جعلناه يكاد يكون ذلولا!! وقال: هل نحن الذين نسمح للاخوة الوافدين ان يتركوا أهلهم وذويهم قبيل العيد ليأتوا الى مدارسهم ليداوموا يومين ويقضوا العيد غرباء.. هل هذه مروءة؟
ــ انني أناشد سمو رئيس الوزراء ان يضيف يومين فقط الى اجازة المعلمين، وهذا سيجعل اجازة العيد بالنسبة لهم 9 ايام.. وهنا سنتيح لهم اكتمال فرحة العيد.. وازدهار السوق التجاري.. وان نكون كما نحن وكما كنا دائما كرماء ولسنا مفرقين ومباعدين بين الاهل والخلان.