
بعد أن رفع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله الستار عن مشروعه الإصلاحي التاريخي في العام 2002، كنت أُراقب أداءه المتزن في الفصل التشريعي الأول للمجلس المنتخب ولغاية هذه الفترة من الفصل الثاني … تشدني إليه عدة أمور أبرزها خطابه وطرحه الذي يتسم بالمودة، إذ لم يسقط يوماً لغاية الآن في مطب الراديكالية التي يسقط فيها عادةً مَن ينتمون للتيارات الدينية في مختلف البرلمانات.
وما زاد إعجابي به هو شخصيته الودودة المرحة التي كشفت معالمها تلك الجلسة التي استضافني فيها هذا الشيخ الفاضل بمجلسه وأحاطني فيه أبناؤه المزدانون بالأدب الإسلامي.. لم أره متعصباً ولا متطرفاً ولا من دعاة الاستبداد، لكني رأيته مسلماً بحرينياً متسامحاً يعشق الله ويحرص على مصلحة الوطن. صفحةالـ VIP تستضيف اليوم في حوار شيق للغاية النائب البرلماني الشيخ عادل المعاودة فإليكم هذا الحوار. “البلاد سبورت “: ماذا تعني لك الرياضة؟ الشيخ المعاودة: الرياضة أمر مهم في حياة الإنسان، سواءً للرياضيين أو لغير الرياضيين، إذ غالباً ما نرى أن أكثر الناس من أصحاب الوزن الزائد من جراء التغذية غير الصحية عادةً ما تكون من أصناف الوجبات السريعة، وطبعاً الكل يعلم الأضرار التي يسببها الوزن الزائد على أجهزة الجسم، أما للرياضيين فهي تعتبر مجالا نظيفا لسد فراغ الشباب في ظل البدائل الضارة الحاصلة، وهنا أهل العلم والمعرفة قد قالوا (إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة)، والخوف كل الخوف أن يقضي الشباب وقت فراغهم في أمور أخرى تضرهم ولا تنفعهم.
“البلاد سبورت”: وهل تمارس الرياضة؟ الشيخ المعاودة: كنت أمارسها كثيرا. ولكن بعد الدراسة والانشغال بالدعوة والعمل الاجتماعي لم يعد هناك وقت إلا ما كان في حدود النشاط ضمن الجمعية، وعلى العموم كان جُلّه كرة قدم. فضيق الوقت وكثرة الارتباطات هو الذي جعلني لا أمارس أي نوع من أنواع الرياضة وليس من باب عدم الرغبة، خصوصاً وأن الرياضة باتت أمرا ضروريا في حياة الإنسان.
“البلاد سبورت”: ما أنواع الرياضة التي تمارسها؟ الشيخ المعاودة: كنت أمارس التنس الأرضي والإسكواش، والريشة وتنس الطاولة، أما الآن فلم يعد هناك وقت إلا للمشي بعد صلاة الفجر والسباحة وتنس الطاولة مع “العيال”. وأحياناً نزور بعض مراكز الرياضة.
“البلاد سبورت”: لقد فاجأتنا بالرياضات التي تمارسها، فأين كرة القدم منها، وهل هناك لعبة معينة مارستها أثناء صغرك وشبابك؟ الشيخ المعاودة ضاحكاً: أنا كنت لاعب كرة قدم في نادي البحرين وتدرجت كلاعب قلب دفاع في الفئات العمرية من فريق الأشبال حتى مرحلة الشباب وبعدها اتجهت للدراسة في الجامعية ببريطانيا وتركت اللعب، الآن لا أستطيع أن أمارس كرة القدم لضيق الوقت ولأنها لعبة جماعية، كما أني تعلمت لعبة الكاراتيه أيام دراستي الجامعية في بريطانيا.
“البلاد سبورت”: مَن مِن اللاعبين كان يعجبك سابقاً؟ الشيخ المعاودة: في الحقيقة كنت متأثراً بمستوى النجم البحريني الخلوق خليل شويعر الذي كان يتفنن بتسجيل الأهداف في شباك الخصوم فضلاً عن أخلاقه العالية، كما كانت تعجبني شخصية المدافعين الدوليين السابقين مثل جمعة بشير، وطبعًا بن سالمين الذي كان أشهرهم في ذلك الوقت. كما كان يعجبني كثيرا نظير الدرازي الذي اكتشفت بعد ذلك أن والدي كان صديقا لوالده وعمه.
“البلاد سبورت”: هل كنت تتابع أخبار ونتائج نادي البحرين بعد أن اتجهت للدراسة الجامعية؟ الشيخ المعاودة: دعني أكشف لك سرا بعد أن تركت اللعب مع نادي البحرين عاد الهوى كأغلب أهالي المحرق لتشجيع فريق المحرق، وكنت أثناء تواجدي في الوطن أثناء الدراسة أحضر لمؤازرة المحرق في مدرجات الأستاد، لكن كنت أيضاً أتعاطف وأحب فريق النادي الأهلي!.
“البلاد سبورت”: الأمر هنا يبدو غريباً كيف تشجع المحرق وتحب غريمه الأهلي فتلك مفارقة غريبة؟ الشيخ المعاودة: كنت أحب الأهلي متعاطفاً ومتضامناً مع أخي الكبير يوسف، وكان من مشجعي الأهلي متأثراً بأخيه الأهلاوي المعروف جاسم المعاودة (ليس أخ الشيخ عادل وإنما هو أخ لأخيه).
“البلاد سبورت”: هل تركت ممارسة كرة القدم أثناء دراستك الجامعية؟ الشيخ المعاودة: كنت ألعب بين فترة وأخرى وكان يقام احتفال سنوي ينظمه اتحادا الطلبة البحريني والكويتي في بريطانيا، وفي إحدى المرات نظموا مباراة بين الاتحادين، واستعارني الفريق الكويتي لألعب معه كحارس مرمى وبالفعل نجحت في صد العديد من الفرص الخطرة لنخرج فائزين، لكن الثمن كان باهظاً حيث كسر البحرينيون إحدى أصابع يدي لأتوقف فترة طويلة عن تعلم الكاراتيه.
“ البلاد سبورت”: هل تتابع المباريات الآن؟ الشيخ المعاودة: لا أبداً ولكن إذا صادف في وقت فراغ ورأيت أبنائي يشاهدون إحدى المباريات أجلس معهم.
“ البلاد سبورت”: ما أفهمه من خلال حديثك أنك تشجع على ممارسة الرياضة، فهل أنت مع ممارسة الرياضة كمنافسة؟ الشيخ المعاودة: نعم ولكن ذلك لا يعني أن تكون في مقدمة البدائل لوقت الفراغ، فهناك جوانب أُخرى أيضاً في مقدمتها طلب العلم الديني والعصري والعمل الاجتماعي الذي يخدم المجتمع والأوطان، وهنا ينبغي أن أوجه نصيحة للإخوة القائمين على الرياضة مفادها مراعاة أوقات الصلاة خلال أي مباراة.
“البلاد سبورت”: إذاً، أنت ترى أن الرياضة بديلا مناسبا لسد الفراغ حتى لو لم تكن في مقدمة البدائل، ل
كن هناك من يتهمك بأنك كنت عائقاً أمام زيادة ميزانية المخصصات للرياضة وكرة القدم التي طالب بها أحد النواب قبل أيام تحت قبة المجلس النيابي، ما تعليقك؟ الشيخ المعاودة: هذا كذب وبهتان تمت صياغته بطريقة مضللة لا أدري ما الهدف من ورائه. وأبداً لم أعارض موضع زيادة الميزانية، وكل من يقول ذلك فهو كاذب، أنا عارضت الاستعجال في تمرير المقترح وطالبت أن يمرر عبر اللجنة المالية في المجلس، ولكم أن تسألوا رئيس اللجنة الأخ عبدالجليل خليل الذي يتفق معي بأن الأسلوب كان غير سليم في تقديمه بصيغة الاستعجال، فللأسف الشديد أن العملية كانت ارتجالية، وللأسف أيضاً أن هناك من الإعلاميين من افترى في هذا الموضوع، وسيكون لهم وقفة مع الله ليسألهم عن ما فعلوه إذا كان حقا أو باطلا، وبدوري أطلب من صحيفة البلاد إجراء استطلاع عام مع مختلف النواب في جميع الكتل حول هذا الموضوع لتأكيد الحق من عدمه.
“البلاد سبورت”: ما هو فريقك المفضل عالمياً؟ الشيخ المعاودة: كنت أميل أيام شبابي إلى المنتخب الألماني وكنت أفرح إذا خسرت إنجلترا.
“البلاد سبورت”: وماذا عن اللاعبين المفضلين عالمياً في ذاك الوقت؟ الشيخ المعاودة: كنت أحب مشاهدة البرازيلي بيليه والألماني بكينباور والهولندي كرويف.
مواقف طريفة من ذاكرة الشيخ المعاودة
“البلاد سبورت”: هل لك أن تسرد لنا بعض ذكرياتك مع الرياضة؟ الشيخ المعاودة: كانت البداية في الفريج ومع نادي النجمة الذي كان يضم شباب من فريجنا (فريج المعاودة) وشباب من فريج الزيايينة. ثم أسسنا في فريجنا فريق شباب الجنوب. وبصراحة هناك العديد من المواقف الطريفة التي لا أنساها ودعني أسرد إليك بعضها: الموقف الثاني: أتذكر أنه في فترة من الفترات قد كثر الحديث عن أن أحمد سالمين قد تقدم في العمر ولم تعد له أي خطورة، وفي إحدى مباريات المحرق سجل أحمد سالمين هدفاً خرافياً رد به على تلك الأقاويل ومن هنا خرجت الأهزوجة المشهورة (يقولون في محرق شايب.. أحمدي سوى العجايب) وكان عندها الحارس الأسطوري حمود سلطان هو من يقود رابطة جماهير المحرق في تلك المباراة وأنا كنت حاضراً. الموقف الثالث: كنت حاضراً مع الجماهير أثناء مباريات المحرق باستاد مدينة عيسى وجاء وقت الصلاة فقمت بإمامة المصلين في الملعب، وسجل المحرق هدف التفوق أثناء تأديتنا للصلاة وكنت قبل الهدف قد تلوت الآية الشريفة (إذا جاء نصر الله والفتح) وبعد الصلاة عرفنا أن المحرق قد سجل، فجاء لي بعض الإخوة المصلون ليخبروني أنهم شعروا بإحراز الهدف لحظة تلاوتي الآية الشريفة وأنهم قالوا في أنفسهم إن شاء الله الهدف جاي. طبعا هذا يدل على أن الوجوه كانت إلى القبلة ولكن القلوب للأسف في الملعب. الموقف الرابع: في إحدى مباريات البحرين وهو فريقي الثاني كنت جالساً في المدرجات وأحرز اللاعب خليل شويعر هدفاً من الطراز العالمي على طريقة (الباكويرد) فتفاعلت مع الهدف ورميت عقالي عالياً فطار العقال وسط الجماهير إلا أن الطرفة الأكبر هنا أنني قمت بعملية بحث عنه ما يقارب العشر دقائق!
“البلاد سبورت”: هل هناك كلمة أخيرة تريد توجيهها؟ الشيخ المعاودة: أولاً أشكركم على تواصلكم معي كصحيفة مميزة وملحق رياضي متميز بالرغم من عمركم القصير في الصدور، وأبارك لكم تحقيقكم المركز الثالث على مستوى الصحافة الخليجية في تغطية بطولة الخليج التاسعة عشرة، وهو ما يعكس تطور الصحافة البحرينية وكفاءة الشباب البحريني، كما أعلن من خلال ملحق (البلاد سبورت) عن رغبتي في تحدي الوزراء عبر مباراة كرة القدم بين منتخب النواب ومنتخب الوزراء!!!، وأعد الوزراء بأنني سأمطر مرماهم بالأهداف.