
طاعة ولاة الأمر أصل من أصول العقيدة
قال خطيب مسجد الشيخ عيسى بن علي الشيخ عادل المعاودة إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، قلّ أن يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه، وما ذلك إلا لبالغ أهميته وعظيم شأنه، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالتعدي عليهم قولاً أو فعلاً فساد الدين والدنيا، وقد عُلم بالضرورة من دين الإِسلام أنه لا دين إلاَّ بجماعة، ولا جماعة إلاَّ بإمامة، ولا إمامة إلاَّ بسمع وطاعة.
محذراً من السير وراء الدعوات الجاهلية التي تدعو للفرقة والفساد في الأرض مفتتحاً ذلك بقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابه العظيم (مسائل الجاهلية التي خالف رسول الله فيها أهل الجاهلية):“الأولى: أنَّهم يُشْرِكُونَ بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فجاء الرسول بالإخلاصِ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.والثانية: أنهم مُتَفَرِّقُونَ في دينهم ودنياهم، فخالفهم رسول الله وجاء بالاجتماع؛ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى: 13].قال: والثالثة: أن مفارقةَ ولي الأمر عِزٌّ وشرف، وأن السمع والطاعة ذل وحَقارة؛ فخالفهم رسول الله في ذلك، وأمر بالسمع والطاعة، وحَثَّ على ذلك، وأبدى فيها وأعاد”.قال رَحِمَهُ اللَّهُ: “وهذه الأمورُ الثلاثة لم يَقَعْ خَلَلٌ في دِينِ النّاسِ ولا في دُنياهُم إلا بسبب التّفريط فيها أو في بعضِها”.وصدق وايم الله؛ فإن من تأمَّل التاريخ ونظر في أحوال الأمم؛ لم يجد فسادًا للدين والدنيا سوى هذه الأسباب الثلاثة؛ ولذا فإن الشارع الحكيم أمر بلزوم جماعة المسلمين، فَحَثَّ على ذلك، ورغَّبَ فيه، وشدَّدَ تشديدًا كبيرًا في مفارقة الجماعة، حتى رتَّب على مفارق الجماعة عقابًا شديدًا صارمًا.ومن ذلك أيضًا: أن مَن فارق الجماعة فليس له حجة يَحْتَجُّ بها عند الله يوم القيامة.