
قالت كتلة الأصالة الإسلامية إن توقيع النظام السوري على بروتوكول المبادرة العربية ما هو إلا كذبة ومناورة مفضوحة لكسب الوقت وقطع الطريق على تهديد الجامعة برفع الملف إلى مجلس الأمن لحثه على التدخل لحماية الشعب السوري وإجبار النظام الحاكم على السماح له بالتظاهر وإيقاف آلة القتل وحمامات الدماء وإطلاق المعتقلين والسجناء بعد تصاعد الغضب الدولي من النظام القاتل وصدور قرار من الأمم المتحدة يدين قتل المتظاهرين الأبرياء . إن العجيب أن تنخدع الجامعة والساسة العرب بموقف النظام القاتل الذي ماطل طويلا ورفض توقيع المبادرة العربية وهاجم الجامعة وقتل خلال القترة التي منحت له للتوقيع 771 شخصا في مدينة حمص وحدها ، منهم 81 قضوا تحت التعذيب و55 طفلا و33 امرأة ، وقتل يوم توقيع المبادرة أكثر من 120 شخصا بينهم نساء وأطفال وجنود منشقون ، فكيف للجامعة ولأمينها العام والساسة العرب أن يقتنعوا بأن ينطلي عليهم أن سفاحا مثل بشار الأسد سيتوقف عن القتل وسفك الدماء ويسمح لشعب سوريا الحرة بالتظاهر والاعتصام والمطالبة بسقوطه، كيف وهو لم يتورع عن استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون في قتل الأبرياء من بني وطنه ، وقصف المساجد والبيوت الآمنة ، وقنص الأطفال والاعتداء على النساء والتنكيل بهم ، وإعمال آلة القتل والتعذيب والقمع!.لقد وقع النظام السوري المبادرة بضغط ايراني عراقي من اجل تخفيف حدة الضغوط الدولية ولإعطائه مزيدا من الوقت لكي يقتل ويقمع التظاهرات ويحبط الثورة المباركة ، وما المبادرة العراقية إلا مناورة في الإطار نفسه ، وأعلنت إيران في تصريح رسمي أنها على إطلاع بالموقف السوري وتوافق عليه وأن وجهة نظرها تم الأخذ بها ، بل قام وليد المعلم نفسه بالتهكم من الجامعة والمراقبين العرب بما يحيط مهمتهم بمخاطر كبيرة قد يتعرضون فيها لتهديدات تمس سلامتهم الشخصية .وحملت الأصالة جامعة الدول العربية والأمين العام المسئولية المباشرة عن الدماء البريئة والأرواح التي تزهق كل يوم في سوريا لإعطائها النظام والرئيس القاتل فرصة جديدة للقتل وإراقة الدماء رغم إدراكها استحالة استجابته لإرادة الشعب السوري ، ولا سبيل أمام الجامعة إلا إحالة الملف لمجلس الأمن والمطالبة بالتدخل الدولي العاجل لتوفير الحماية للشعب السوري وإجبار النظام على إيقاف آلة القتل وفقا لما تطالب به المعارضة والمجلس الوطني السوري ، وعلى الجامعة أن تتوقف عن الانجرار وراء المسلسل المفضوح الخاص باستهداف سوريا ، وعلى الأمين العام أن ينهض بمسئولياته القومية ويحترم الدماء التي تسيل من أجل حريتها ولا يهاجم المعارضة السورية ويتهمها بعدم النضوج حين نادت بحماية دولية وقوات ردع عربية ، حيث تناسى الأمين العام للجامعة أن النظام السوري ذاته هو من فتح سوريا على مصراعيها أمام التدخل الإقليمي والدولي من أجل الحفاظ على كرسيه على حساب أرواح السوريين ، حيث استضاف فرق الموت الإيرانية والمخابرات والباسيج وجنود حزب الله ومقتدى الصدر ليساعدوه في قتل السوريين وقنصهم والتنكيل بالثورة وإحباطها وقمعها على غرار الخبرة الإيرانية السابقة في إحباط انتفاضة 2009 ضد تزوير الانتخابات الإيرانية ، وذلك باعتراف شبيحته الأسد أنفسهم الذين أكدوا في تسجيلات منشورة بالانترنت أنهم مدعومين من حسن نصر الله ومقتدى الصدر.واختتمت الأصالة بدعوة الجامعة لتحويل ملف سوريا إلى مجلس الأمن مباشرة والمطالبة بالتدخل العسكري لتوفير الحماية للشعب السوري وفرض حظر طيران على النظام لمنعه من استخدام طائراته في قصف الثوار والمدنيين ومنع مسئوليه من الهرب ، فهذا هو واجب الجامعة التاريخي أمام شعب عربي ثائر يطالب بحقه في الحياة أمام نظام قاتل يحتضر ولا مصير له غير الهاوية .