
أعربت جمعية الأصالة الإسلامية عن خيبة أملها الشديدة من قرار جامعة الدول العربية إرسال لجنة خاصة إلى سوريا والدعوة لحوار شامل بين السلطة والمعارضة في مقرها بالقاهرة ، فبعد طول انتظار وترقب من الشعوب العربية لما ستفعله الجامعة العربية تمخض الجبل فولد فأراً ، وكأن الحكام والساسة العرب لا يرون الدماء التي تسفك والأرواح التي تزهق في سوريا ، وكأنهم لايزالون يعترفون بشرعية النظام القاتل الذي ذبح الأطفال والنساء وهتك الأعراض وأفسد وعلا في الأرض وكان من الظالمين . إن الجامعة والساسة العرب قد ذهبوا بعيدا في الاستخفاف بالدماء الزكية التي تسفك كل يوم في سوريا الحبيبة ، ولم يكونوا أبدا على قدر الحدث ، فما ينتظره الشعب العربي من الجامعة ليس اقل من قرار شجاع يضع بشار الأسد بين خيارين لا ثالث لهما ، إما الرحيل بالطيب أو الرحيل بالقوة ، فهذا مايريده الشعب السوري ويسعى إليه ، ومايجب أن تستجيب له الجامعة التي تمثل الشعب العربي ، وليس المواقف الرمادية الباهتة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل تعين القتلة وتعطيهم شرعية ووقتا لكي يقتلوا ويذبحوا بدم بارد.لقد أصبح الموقف المخزي للجامعة من أهم اسباب تشجيع النظام السوري على قتل المدنيين وذبحهم وسلخهم على مرأى من العالم أجمع ، واضحى كالصخرة التي تحمي النظام القاتل ويتكسر عليها الإجماع الدولي ، فها هي روسيا والصين تستخدمان الفيتو لوأد الضغط الدولي تحت ذريعة أن الجامعة العربية نفسها لم تتخذ هكذار قرار على بشار الأسد ، ولم تفرض عليه عقوبات ، ولم تتحذ موقف حقيقي يحمي الشعب السوري ويضيق الخناق على النظام ، فكيف وهذا هو حال الجامعة التي تمثل العالم العربي والأقرب للشعب السوري ، أن تأتي الأمم المتحدة لتقوم بما لم تقم به الجامعة وتفعل ما لم تفعله ! ، إن الشعب العربي لا يزال تأمل من الجامعة العربية أن تقوم بواجبها التاريخي في هذه اللحظة التاريخية الفارقة ، وتعلن موقفا صريحا وواضحا يطالب ب الرئيس السفاح بالتنحي مع فرض حماية دولية للشعب السوري ، فهذا ما يريده شعب سوريا ويبتغيه ، وهذا ما سيحققه بإذن الله ، وإلا فإن الجامعة ستواجه الغضب العارم من الشعوب التي فقدت إيمانها بها وامتلأت غضبا وقيظا على هكذا جامعة يلفها العار إلى أخمص قدميها.اللهم مجري السحاب ، منزل الكتاب ، هازم الأحزب ، اهزم طاغية الشام وأخيه وزبانيته وشبيحته وحلفاءه ومن عاونه ومن رضي و سكت عن أفعاله …إنك سميع مجيب الدعاء