
بعد انسحاب الوفاق من الحوار…الأصالة تحذر من عقد صفقات معها أو محاورتها في الغرف المغلقة:الوفاق هي الخاسرة … ودخولها الحوار ثم انسحابها صناعة ايرانية بامتياز
قالت جمعية الأصالة الإسلامية إن انسحاب جمعية الوفاق من الحوار الوطني كان أمرا متوقعا ولم نتفاجأ به إطلاقا ، بل نعلم حتى من قبل أن تعلن دخوله أنها ستأتي بمسرحيات درامية تنتهي بالانسحاب ، طال زمن الحوار أم قصر ، وذلك من عدة وجوه :أولاً : إن قرار الوفاق ليس بيدها ، بل بيد الولي الفقيه والمرجعية ، ورسالتها وعقيدتها هي تنفيذ أوامره دون نقاش أو حوار ، ، وطالما لم يرى الولي الفقيه فائدة من الحوار فإن الوفاق لاترى فائدة في الحوار ، ، ولهذا فإن توصية الانسحاب جاءت بعد يومين فقط من خطبة رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي التي قال فيها إن الحوار غير مجد ، ولا طائل من ورائه ، ويجب احتلال البحرين أو ما أسماه “فتحها” لأنها غير مسلمة بزعمه،
وقبل ذلك فإن إمساك الوفاق عن الحوار مع ولي العهد أثناء أحداث فبراير ومارس ، مرورا بقرارها المسرحي دخول الحوار الوطني بعد الأزمة ، وانتهاء بانسحابها ، ما هي إلا صناعة إيرانية بامتياز تخللتها تهديدات وابتزازات مستمرة ، وخداع للرأي العام بأن “مؤسساتها” هي التي تقرر وتدرس ، وما ذلك إلا تمثيليات للضحك على الذقون !. ثانيا: رغم أن سقف الحوار الوطني مرتفع للغاية ، ولم ينتهي بعد ، فإن الوفاق اتهمته حتى من قبل أن يبدأ بعدم الجدية، وحتى بعد أن دخلت فيه كانت تستهزأ بالقوى المشاركة وتطعن في نواياها وتجعل من نفسها أفضل وأسمى منها ، واتهمت الحوار بالفشل ، وطالبت بدلا عنه بحوار في الغرف المغلقة وفي الخفاء وبعيدا عن أعين الشعب. ثالثا: لاترى الوفاق إلا في نفسها وطائفتها المكون الوحيد للشعب ، ولها وحدها الحق الحصري في التحدث والحوار باسمه وتقرير مصيره ومستقبله ، أما باقي الطوائف والقوى ، بما فيها الطائفة السنية، فلا يحق لها الدخول في حوار تاريخي يحدد مصير بلادهم ، لأنهم في نظرها لايعدو إلا أن يكونوا “مجنسين” و “حكوميين” و”بلطجية” و”مرتزقة” و “قبائل” ، و غيرها من مصطلحات أتحفتنا بها الوفاق طيلة الأزمة ومابعدها بالرغم من أنهم اللذين أثبتوا صدق ولائهم وحبهم لهذا الوطن ، ولهذا لاتريد منهم حوارا ، وإنما إذعانا ورضوخا ، وفي هذا الإطار ظلت متمسكة بما أسمته شروط أو مقدمات الحوار طوال أكثر من شهر من دعوة ولي العهد ، ظنا منها أن ساعة النظام قد اقتربت ، وما عليها إلا أن تمضي في اعتصاماتها ومسيراتها .ثالثا-إن قرار الانسحاب ، وقبله قرار الدخول ، تم بالتنسيق مع السفارتين الأمريكية والبريطانية ، فالوفاق علمتنا أنها لا تتخذ قرارا إلا وتخبر به أولا أسيادها الأمريكان ، حتى قبل أن تُعلم شارعها ، خاصة في الأمور الهامة ، في إطار التحالف الاستراتيجي بين الوفاق والولايات المتحدة ، التي تقول عنها في العلن إنها الشيطان الأكبر ، ولكنها في السر ترتمي في أحضانها وتلعق أحذيتها! .وعليه ، وبناء على هذه الحقائق ، فإن جمعية الأصالة تحذر من الرضوخ لابتزاز الوفاق أو عقد صفقات معها ، أو محاورتها في الغرف المغلقة ، وترى الأصالة أن القيام بذلك يعد تحركا خطيرا يمس الأمن القومي ويستخف بأغلبية الشعب ، وبالمشاركين في الحوار الوطني ، كما ترجو الأصالة من جلالة الملك التوجيه بتنفيذ جميع توصيات الحوار ، رضي من رضي وأبى من أبى .