
هـــل كــان للمستشفيــــات الخاصــــة دور في المخطط الانقلابـــي؟
رغم مرور عدة أشهر على المخطط الانقلابي التي شهدتها البحرين فإن الأجهزة الإعلامية ركزت على احتلال الزمرة المجرمة لمجمع السلمانية الطبي وكشفت عن تورط بعض الأطباء وطواقم الإسعاف في ارتكاب مخالفات مهنية وإجرامية، لكن لم يسلط الضوء بعد عن تورط مستشفيات خاصة في الأمر. لذلك طرحت ”الوطن” سؤالاً -هل كان للمستشفيات الخاصة دور في الأحداث المؤسفة؟ -على الجهات المختصة بهذا الشأن في محاولة لكشف الحقيقة. طرحت ”الوطن” السؤال في أول الأمر على الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات بوزارة الصحة دكتور أمين الساعاتي، فأوضح أنه لا يملك فكرة عن وجود أي تجاوزات متعلقة بالمستشفيات الخاصة، وأنه لا يملك فكرة عن الموضوع وطلب منا الاتصال برئيس الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتور شوقي أمين.
من جهته قال رئيس الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتور شوقي أمين: إن الهيئة جهة محايدة لا تنتمي إلى وزارة معينة ومن أدوارها محاسبة من يرتكب تجاوزات تمس المهنة كأن يمنع طبيب العلاج عن مريض بسبب مذهبه، وهنا نقوم بتشكيل لجنة تحقيق وفقاً لمعايير وقوانين دولية متبعة، أما القضايا الأمنية كضبط أسلحة في سيارة إسعاف وغيرها فهي تحال للجنة ضبط قضائي وتعد من المسائل الأمنية ونحن غير معنيين بها. وأضاف: ”أن الهيئة لم تشكل حتى الآن أي لجنة تحقيق في مخالفات مهنية، موضحاً أنه في حال وجود أي تجاوزات مهنية بمستشفى خاص لابد أن تكتب الشكوى وتوثق ثم تقدم للهيئة التي تنظر فيها، وفي حال كانت الشكوى من اختصاصها، تقوم بتشكيل لجنة من عدة جهات تضم وزارة الصحة والمستشفى العسكري وغيرها من الأطراف المعنية، مشيراً إلى أن الهيئة وقبل تشكيل اللجنة ترسل محققين إلى المستشفى الخاص الذي ثبتت به المخالفة للتأكد من وجودها فعلاً وبعد ذلك تواصل إجراءاتها. وعلى صعيد متصل، أكد عضو مجلس النواب عدنان المالكي تورط المستشفيات الخاصة في تلك الأحداث وقال: ”إن بعض هذه المستشفيات تورطت في الأحداث الأخيرة إذ وبحسب ما وصلنا وما نمتلكه من أدلة أن مستشفيات خاصة قدمت أدوية وأجهزة لجماعة الدوار، كما ووصلتنا بعض أرقام سيارات الإسعاف التابعة لمستشفيات خاصة اتجهت نحو الدوار خلال الأزمة، وكان لها أيضاً دور في نقل الأسلحة البيضاء إلى جامعة البحرين، كما إن بعض المستشفيات الخاصة تورطت في تزويد جماعة الدوار بأكياس الدم، وإعطائهم حبوب هلوسة، كما أعطوهم بعض الأدوية ليضعوها على أجسادهم فتظهر كما لو أنها أعراض استخدام غاز الأعصاب. واستطرد المالكي: ”اليوم نطالب دكتورة فاطمة البلوشي أن تقوم بدورها في محاسبة هذه المستشفيات الخاصة التي منحتها الرخص، والتي تعمل ليل نهار على تشويه سمعة البحرين في الخارج عن طريق إرسال الصور والأخبار المفبركة”. وتابع: ”حتى هذه اللحظة فإن وزارة الصحة تخفي كل ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها بحق من تسببوا في الأحداث الماضية ونحن نوجه إنذاراً للوزيرة بأن ذلك سوف يضرها كثيراً، فدور الانعقاد الأول لمجلس النواب انتهى وخلال دور الانعقاد الثاني سنعمل على أن يحصل الوزراء الذين أخفوا الحقائق خلال الأزمة على أشد العقاب عبر الأدوات الرقابية التي لدينا، ولذلك فإنه لازال أمام الوزيرة ووزارة الصحة فرصة لإيضاح كل الإجراءات التي اتخذتها بحق المستشفيات الخاصة والإجراءات ضد كل العاملين الذين تجاوزا أصول المهنة”. كما حاولنا رصد أبرز ما نشر وكتب خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، ومحاولة ربط ما نشر بمحور السؤال والخروج بإجابة شافية، ومن بين الإشارات المرصودة، فإن قراءة سريعة لبعض الأخبار المتداولة خلال شهري فبراير ومارس خاصة الأخبار المفبركة منها، لم تشمل تصريحات أطباء وممرضين من مجمع السلمانية الطبي فحسب ولكن شملت أطباء من مستشفيات خاصة من بينهم طبيب صرح للمحطة الفرنسية ,24 وانتقد فيها الأوضاع والحكومة وذلك بحسب ما تداولته عدة مواقع ومنتديات. وفي تتبع لما نشر خلال الأزمة الماضية لوحظ ورود أسماء مستشفيات خاصة بعينها دون غيرها في الكثير من الأخبار والتصريحات المنشورة، ناهيك عن أنها كانت من أوائل المستشفيات الخاصة التي فتحت أبوابها لعلاج المصابين، إلى جانب أن بعض المسعفين والأطباء المنتمين لهذه المستشفيات صرحوا لبعض القنوات والمواقع بتعرضهم لعمليات اعتداء من جانب رجال الأمن. ونقتبس جزءاً من خبر منشور بموقع ”إيلاف” بتاريخ 24 مارس الماضي إذ ”قال مسعف من مستشفى…… إنه تعرض إلى الركل في مدينة سترة قرب المنامة متهماً قوى الأمن بالاعتداء عليه، وأضاف أن العمل في سيارات الإسعاف أصبح شديد الخطورة، لذا قرر المسعفون نقل المصابين بسياراتهم الخاصة”. ونقتبس أيضاً من ذات الخبر تصريحاً لطبيب من مستشفى خاص آخر لم يذكر اسمه: ”أكد طبيب في
مستشفى……. أن المستشفى عالج نحو 30 مريضاً أصيبوا في حملة الثلاثاء على دوار اللؤلؤة، وأن أربعة أطباء مفقودون في الوقت الحاضر بينهم طبيب من مستشفى…… اقتاده رجال الشرطة أثناء قيامه بجراحة لمحتج مصاب”. ونشير إلى أن عملية تطهير دوار مجلس التعاون تمت في 16 من شهر مارس، حيث تم إخلاء الدوار بكل هدوء ودون وقوع أي إصابات، في حين أن الطبيب الذي ينتمي إلى المستشفى الخاص ذكر أن المستشفى عالج نحو 30 مصاباً بعد حملة الأمن على الدوار في ذلك اليوم. المزيد من الأمور تقود للتساؤل الأول: هل كان لبعض المستشفيات الخاصة دور في أزمة البحرين؟ مقطع فيديو على اليوتيوب يحمل عنوان ”سيارة إسعاف تنقل الأسلحة إلى المتظاهرين في البحرين” يتحدث عن أحداث جامعة البحرين، عندما هجمت الفئة الضالة على طلبة وطالبات الجامعة وكيف كان لسيارة الإسعاف الدور الكبير في تزويد المخربين بالأسلحة البيضاء، في الدقائق الأولى للمقطع لا يمكن إيجاد أي صلة بتورط أي مستشفى خاص، ولكن بعد مواصلة مشاهدة الفيديو يمكن أن نلاحظ الشهود من الطلبة المحتجزين في أحد غرف الجامعة وهم ينظرون من النافذة لممرضات من مجمع السلمانية، يعقبه دخول سيارة إسعاف، فيقول أحد الشباب الشهود إنها سيارة إسعاف من مجمع السلمانية، ثم يعود شاب آخر ليقول وهو في حالة دهشة إنها سيارة إسعاف من مستشفى…..” ويكررها ويؤكد على أنها سيارة إسعاف من مستشفى خاص وليس من مجمع السلمانية.