
وصف النائب عادل المعاودة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو بأنه “شخص حقير”، متبعًا ذلك بوصف المعارض السوداني حسن الترابي الذي دعا الرئيس السوداني عمر البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بأنه شخص “شاذ فكريًا ولا أهلية له؛ لأنه مهووس بجنون العظمة ويجب الحجر عليه”، بالغًا بذلك وصف رئيس حركة العدل والإحسان السودانية عبدالواحد نور بأنه “شخص منحرف واسمه عدوالواحد ظلام”!
جاء ذلك أثناء مؤتمر صحافي عقده المعاودة أمس (الإثنين) للتحدث عن زيارة وفد كتلة الأصالة الإسلامية السودان لإعلان موقفها الداعم للبشير الذي طلب قضاة لمحكمة الجنائية الدولية القبض عليه؛ بسبب دور حكومته في مآسي القتل والتهجير التي حدثت في إقليم دارفور السوداني.
وأكد المعاودة أن الكتلة “لا توافق على أية مظلومية وقعت بحق أحد من ساكني إقليم دارفور، كما نستبعد مسؤولية الحكومة السودانية عن هذه المظالم”، كاشفًا عن أن “الجناح الدعوي في التيار السلفي بنى أكبر مسجد في منطقة الفاشر الواقعة في دارفور”.وقال المعاودة: “زرنا السوادن، بعد أن اتخذت الكتلة قراراً بإعلان الموقف عملياً، وخصوصا أن القضية تعتبر سابقة لم تحدث من قبل، فلماذا السودان؟ ولماذا البشير؟ ولماذا نحن كأمة عربية فقط؟ هذه حلقة مستمرة لتكسير عظام الأمة وتحطيم نهضتها التي أقلقت الغرب، لذا جاءت هذه الهجمة على السودان الذي كان يجب ان يكرم رئيسها عمر البشير، الذي حقق الكثير وخصوصا في حال قضية الجنوب، التي استمرت الدول العالمية تحرض على استمرار القتال فيه”.وأضاف: “زيارتنا أبلغ من التصريحات، فكما فرحنا نحن في البحرين بالمواقف المساندة لنا إزاء ادعاءات بعض المسؤولين الإيرانيين، فقد زرنا البشير شخصياً، وأثمرت زيارتنا ولمسنا ردود فعل طيبة في السودان تجاه خطوتنا”.وتابع: “عمر البشير نموذج للحاكم المسلم بمواقفه وقيمه، وثباته على المبدأ، ورأينا مدى التعاطف الشعبي، ورأينا تعاطف الأحزاب السودانية الأخرى، أما الشاذ فلا حكم له”.وامتدح المعاودة عهد الرئيس السوداني الحالي، قائلاً: “هناك تنمية ملحوظة في السودان، وعجلة التنمية واعدة، فالسودان كما قال لي مستثمر محلي بلد لا يخسر فيها المستثمرون، فهو اكبر بلد مسلم من حيث المساحة، وموقعه استراتيجي، فنحن حين نجد أن جمهورية مصر العربية بها 6 ملايين هكتار صالحة للزراعة، نرى في الجانب السوداني 240 مليون هكتار صالحة للزراعة، ولو استثمرناها لأوجدت أمناً غذائيا عربيا، إلى أن بالسودان نهرين للنيل الأبيض والأزرق”.وأردف: “هذه قدرات أقلقت الأعداء، وإقليم الجنوب مشكلته انتهت، ودارفور مشكلته في طريق الحل، لذا حرك الأعداء هذه القضية الآن، بعد أن عجز الغرب عن تليين موقف السودان، حركة المحكمة الدولية مفضوحة، فالمدعي العام لويس اوكامبو حين سألوه: لماذا لم تحاكموا قادة الكيان الصهيوني؟ قال: إن إسرائيل غير موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، على حين السودان لم يوقع أيضاً على هذه الاتفاقية إلا أنهم يريدون محاكمة الرئيس السوداني، هذا منطق مفضوح، وهو راجع لأن النظام السوداني معتز بدينه وعروبته، لذلك لا يريدونه، وأيضاً البشير لا يريدونه، لأنهم لا ينسون مشاركته جندياً في حرب رمضان عام 1973 ضد إسرائيل”.ولدى سؤاله عن موقفه من موقف الترابي الذي دعا الرئيس السوادني إلى تسليم نفسه للمحكمة الدولية، رد المعاودة: “الترابي لا يمثل موقف الإخوان المسلمين، ويجب أن يحجر عليه؛ لأنه فقد الأهلية فهو شاذ فكريا وقد افتضح وهو مهووس بجنون العظمة وهو ابعد الناس عن الأهلية، بعد خروجنا من عند البشير رأينا نوابا من الإخوان المسلمين في مصر جاءوا لإعلان تأييدهم الرئيس السوادني”.وعما إذا كان موقف كتلة الأصالة يعتبر تدخلاً في الشؤون السودانية، نفى المعاودة ذلك، بقوله: “لم نتدخل في الشؤون الداخلية إلا بالخير، وللعلم فإن الجناح الخيري والأصلي للتيار السلفي وأعني جمعية التربية الإسلامية بنت اكبر مسجد في الفاشر بإقليم دارفور وهذا الجامع يخدم جمهورية تشاد أيضاً”.من جانب آخر، أكد المعاودة أن “كتلة الأصالة لا تقر أي ظلم حصل ضد أي شخص في دارفور”، مضيفاً: “هذا لم يحدث بتغطية من حكومة السودان، وهذا خارج عن إرادتها، ونحن تكلمنا عن الموقف من المحكمة الجنائية الدولية، وهذا موقف السودانيين، عدا حسن الترابي وموقف عبدالواحد نور الذي هو عميل”، واختتم المعاودة موقفه من القضية السودانية قائلاً: “نسأل الله حسن الخاتمة لحسن الترابي”.