
قال النائب الشيخ عبد الحليم مراد إنه لماّ كان الكذب على البحرين قد كثُر واستفحل من الوفاق والمعارضة بشأن الأحداث المؤسفة التي مرّت بها بلادنا ، فإنه قد أصبح من واجبنا أن نصدع بالحق ونبين حقيقة ما جرى ونرد على الافتراءات والكذب ، فحق بلادنا علينا أن ندافع عنها ولا نصمت عن الافتراءات التي تساق بحقها ، وثقتنا في الله كبيرة في أنه قد وعدنا بأنه لا يُصلح عمل المفسدين ، قال سبحانه “إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ” سورة يونس الآية 81 ، وقال” بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ”سورة الأنبياء الآية 18. هذا رغم علمنا أن الوفاق مجرد أداة بيد الولي الفقيه (علي خامنئي) ووكيله بالبحرين عيسى قاسم ، وأمينها العام علي سلمان نفسه قال من قبل إنه مجرد خادم في يد القائد ، ورغم ذلك سنرد عليه ابرءا للذمة ، ولتوضيح الحقائق.
في البداية لسنا مع ظلم أو اضطهاد أحد ، ونقف مع الحقوق المشروعة أينما كانت ، وما فتئنا نناصح ولاة الأمر حفظهم الله ، ولكننا لسنا سذجا لكي نصدق أن علي سلمان يريد دولة ديمقراطية الحكم فيها للشعب ، أو أنه لا يوالي إيران الخمينية ولا يسعى لتحقيق ولاية الفقيه ، فهذا إن كان ينطلي على أتباعه ممن يسمون بـ”الجمعيات الديمقراطية” و”الليبرالية” فإنه لا ينطلي علينا ولا مثقال ذرة ، كما لا ينطلي على الغالبية من الشعب التي باتت تعلم أكثر من أي وقت مضى ماذا تريد الوفاق من البحرين وأهلها ، بعد أن سقطت الأقنعة وانكشفت العورات، وما هذا الكلام المنمق الذي يلوكه علي سلمان بين الفينة والأخرى إلا لخداع الرأي العام و”الضحك على الذقون” ، وذلك أن الرأي العام الدولي ، إجمالا ، وللآسف جاهل أو يتجاهل حقيقة الوفاق ، وأن رسالتها في الحياة مع قائدها (عيسى قاسم وكيل خامنئي) هي الاستيلاء على القرار في البحرين لصالح الولي الفقيه ، فهذه قضية عقدية وإيمانية بالنسبة لها لا مساومة ولا مفاوضة فيها ولكن تغطية وتعمية عليها ، فعيسى قاسم يدعو للمرشد الإيراني في صلوات الجمعة باعتباره ” يمهد لظهور المهدي الغائب” ، ولا يتخذ قرار في الأمور الجوهرية إلا بأمر من إيران ومراجعها ، حتى في قضية الأحوال الشخصية اشترطوا لكي يمرروا القانون أن يُعدل الدستور البحريني تحت نظر السيستاني وأمر منه !. الغريب في الأمر أن علي سلمان لازال يعتقد أنه يستطيع خداعنا حتى في أكثر الأمور وضوحا ، حتى إنه يصر على أن الأحداث كانت سلمية ، وأن نهج الوفاق كان ولايزال ينطلق من الإخوة والتعايش السلمي مع أهل السنة وباقي شعب البحرين ، يستعين في ذلك بلباس الدين وحلو الكلام وباقات كاذبة من الورود ، وهذا نفاق تعودنا عليه من الوفاق فضحه أحد أخلص تلاميذها وأتباعها ، “جمعية وعد” حين اعترفت بأن الأحداث لم تكن سلمية ، رغم أن الاعتراف جاء متأخرا وبعد خراب البصرة ، ولكن العنف والتخريب كان بالفعل العنوان الرئيسي للأحداث ، والوفاق متورطة حتى النخاع ، وهذه المعارضة التي تقول عنها سلمية ، ألم تقتل 4 من رجال الشرطة ، والمواطن المعمري ، واثنين من الإخوة الآسيوين ، وقطعت لسان مؤذن بنغالي لأنه سني ، وكسّرت الجامعة ، وضربت الطلبة والطلبات ، وتحرشت بفتاة البسيتين ، وقطعت الطرق وعطلت مصالح العباد وعاثت في الأرض فسادا، فهل هذه سلمية بزعمهم ، فعن أي إصلاح تتكلمون ، وأي حقوق مشروعة تدعون ، فالإصلاح طريقه معروف ، أما أنتم فطريقكم ملطخ بدماء القتل والإجرام والفتك بالبلاد. فضلا عن ذلك من المؤسف بأن يدعو عيسى قاسم للإفراج عن المتهمين ويبرأهم جميعا ، حتى من سفك الدماء وقتل رجال الشرطة وغيرهم ، وهذه والله جرأة لا تصدر حتى من طالب علم ، فكيف بمن يدعي أنه مرجع وعالم ، وكيف شجعته نفسه أن يستخف بُحرمة الدماء هكذا ، وهل هؤلاء دماءهم رخيصة إلى هذا الحد ، ولكننا لا نفعل مثله بل نطالب بالتحقيق في كل قطرة دم أريقت .ولهذا لم نبالغ حين قلنا إن الوفاق ، وأتباعها ، يمثلون خطرا داهما على أمننا القومي ، خاصة بعد الفضائح التي كشفها موقع ويكليكس عن لقاءاتها السرية بالسفارة الأمريكية ، وتآمرها على البحرين وشعبها ، يا من تدعون حب الوطن ، فالوفاق ليست فقط وكيلة للمشروع الإيراني بالبحرين ، بل للمشروع الأمريكي/الصهيوني ، فنوابها قالوا لمسئولي السفارة إنهم لا يمانعون من الاتصال بإسرائيل ، طبعا مقابل الضغط على بلادهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!. ولكن رغم ذلك فإننا نقولها بملأ الأفواه بأننا لن نسمح بأن تتحول البحرين لعراق آخر ، ولن نكون كيانا مشوها مُلحق بالدولة الفارسية ومشروعها الإمبراطوري الفتنوي ، ونقول لعلي سلمان والوفاق ، إن تجمع الفاتح أثبت أنكم لا تمثلون الشعب البحريني ، بل لا تمثل إلا نفسك والفئة القليلة المؤمنة بولاية المرشد الإيراني وقائد جيوشها وحرسها الثوري علي خامنئي ، فهذا أمر تعتز أنت به ولا تخفيه ، ولكن الأغلبية العظمى من الشعب البحريني الشريف يرفضه.