
قالت جمعية الأصالة الإسلامية بأن رئيس جمعية الوفاق لايزال يعيش في حالة الإنكار والغرور ويتوهم إمكانية خداع الرأي العام من خلال الخطابات الدبلوماسية المليئة بالشعارات والخالية من أي مصداقية ، وكأنه لم يتعلم من دروس الأحداث ، فالمهرجان الذي أقامه يوم السبت رفض فيه ضمنا الحوار الذي دعا إليه جلالة الملك ، وفرض شروطا غير مقبولة ومستفزة ولا تقيم وزناً لحُرمة الدماء التي أريقت والأنفس التي أزهقت ، حيث اشترط إطلاق سراح المتهمين و”تبييض السجون” ، ووصفهم بأنهم “معتقلي رأي وسياسيين” ، ووقف ما أسماه الحملة الإعلامية من التليفزيون والجرائد الصفراء ، وعودة جميع المفصولين ، قائلاً لن نرضى بحوار شكلي .
وقبله طالب مرجعه ووكيل المرشد الإيراني عيسى قاسم بإيقاف جميع المحاكمات ، حتى المتعلقة بجرائم القتل وسفك الدماء ، وبكل بساطة أصدر حكما بالبراءة على المتهمين ، ودعا لترك المواكب الدينية دون تنظيم وإلا فإن البحرين بهذا “ترفض الاحتفاء بأفراح وأحزان أهل البيت ، وترفض الوجود الشيعي نفسه ، وتتصرف في المذهب (الجعفري) نفسه” ، وهذا والله لا يليق بمن هو طالب عالم أن يستخف بحرمة الدماء بهذا الشكل الصارخ ، وأن يصدر حكما بالبراءة على من قتل نفسا بريئة مسلمة ولا يخاف أن يبوء بإثمها يوم القيامة ، فما بالك بمن يُدعى بأنه “مرجع ووكيل نائب الإمام المهدي” !.لقد رفضت الوفاق صراحة دعوة الحوار على لسان خليل المرزوق في حوار لوكالة رويترز ، حين اشترط أن يقوده الملك بنفسه أو ولي العهد ويكون مع المعارضة ، مستبعدا المكون السني من المعادلة ، قائلاً إن “موضوع الحوار مسألة حيوية خلافية بين الأسرة الحاكمة والشعب” ، أي أن الوفاق وبجرة قلم شطبت الوجود السني وباقي فئات الشعب من أجندة البحرين ، وكأنها حكرا على النظام والوفاق فقط !، فكيف بعد هذا السلوك الاستعلائي المتكبر يدعي رئيس الوفاق أنه يمد يده للسنة وأنه تربى على محبتهم!.إن هذه النزعة الأنانية والإلغائية ليست غريبة على الوفاق ، فهي سبق ورفضت دعوة الحوار منذ أن أطلقها ولي العهد في 19 فبراير 2011 ، وطالبت البحرين بالخضوع لشروطها الإملائية التي تشبه معاهدة استسلام !، في وقت كانت الظروف مختلفة واعتقدت أن الأوضاع مهيأة لقلب النظام ، وحينها تجاهلت مطالب الشارع السني ، وثوابته ورموزه ، واعترافه بشرعية النظام وعدم قبوله بتغييره ، والآن يعود رئيس الوفاق ويأبى إلا أن يكمل المسيرة ، ويُصر على الاستبداد بالشعب والتحدث باسمه على قاعدة ” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد” !، وإلا فإن الأوضاع لن تستقر ، والبحرين لن تصل بر الأمان! .وفي نفس إطار الشعارات والإدعاءات ، أعاد علي سلمان مجددا كلامه عن الدولة المدنية ، وقال إنه يريد دولة مدنية بهوية عربية إسلامية ولا علاقة لها بإيران ، منتقدا ما أسماه “محاولة البعض الكذب وتضليل الرأي العام السني في البحرين بأن الحركة المطلبية شيعية وأنها تريد دولة إسلامية شيعية ، فهذه كذبة كبرى” ، ونقول له إن الرأي العام السني ليس مطية لأحد ، ولا ينخدع بالأكاذيب كما يدعي ، بل إنه قد تشبع بمعرفة الحقيقة ، وسأم من الشعارات الفارغة التي لا تتجاوز الأفواه ، ويدرك أن علي سلمان والوفاق يوالون دولة عدوة للبحرين والخليج العربي برمته ، ويؤمنون بمرجعية مرشدها وقائد جيوشها وحرسها الثوري علي خامنئي ، ويقدسون مراجعها ، ويرتمون في أحضانهم ، ويتذكرون جيدا قول علي سلمان إنه مجرد خادم في يد القائد الذي يدعو في صلوات الجمعة لدولة “الولي الفقيه الممهد لقدوم المهدي” ، واستنجد صراحة بإيران عندما دخلت قوات درع الجزيرة التي اعترها محتلة وغازية ، و بالغرف المغلقة وفي حواراته السرية مع السفارة الأمريكية وغيرها لا يتورع عن التحدث بلسان شيعي مبين ، ولكن أمام المصورين وعدسات الكاميرا ووسائل الإعلام ينتحل لسانا ديمقراطيا غربيا يدعي فيه زيفا أنه يريد دولة مدينة حديثة لاعلاقة لها بإيران وإنما بهوية عربية مسلمة ، فهذا ما يدركه الشارع السني ، ولن يستطيع علي سلمان أو غيره أن يخدعه بغير ذلك! . ولهذا ، وكما قلنا في مرة سابقة ، فإن خوف الشارع السني من الوفاق لم يعد فقط كونها وكيلة للمشروع الإيراني ، بل كونها وكيلة للمشروع الأمريكي أيضاً ، بعد الفضائح التي كشفها موقع ويكليكس عن لقاءاتها معها وتآمرها على البحرين وأهلها وقيادتها ، ولهذا فإن السُنة يدركون أن سيطرة الوفاق على النظام أو الاستجابة لمطالبها سيجعل البحرين كيان مشوه مُلحق بالدولة الفارسية وخاضع للأجندة الأمريكية ، ولهذا فهي خنجرا في خاصرة البحرين ، وخطرا داهما على هويتها العربية ، وعندما نرى تحركاتها نخشى على بلادنا من خطورة تكرار التجربة العراقية ، حيث لا تتورع الوفاق عن استنساخ بعض مقدماتها ، وتضم بين أعضائها الكثير من رموزها وأزلامها ، على غرار أحمد الجلبي ، رمز الغدر الخيانة.