
»الأصالة«: خطاب أوباما تضمن مغالطات كبيرة أهمها »سلمية« المعارضة
قالت جمعية الأصالة الإسلامية إن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن التطورات الحالية بالعالم العربي احتوى على تناقضات كبيرة، وحظى باهتمام أكثر من حقه، وأكدت الجمعية في بيان أصدرته أمس أن الخطاب تضمن العديد من ”المغالطات أهمها أن المعارضة سلمية واتهامه البحرين باستعمال القوة الغاشمة والاعتقالات الجماعية”.
وذكر البيان أن الجمعية يهمها توضيح النقاط الآتية: أولاً – يبدو أن الرئيس الأمريكي قد حشر البحرين حشراً في خطابه ووضعها مع بلدان مثل ليبيا وسوريا، رغم الاختلافات الجذرية التي أقر بها هو بنفسه حين قال إن كل دولة بالشرق الأوسط مختلفة عن الأخرى، وإن إيران تدخلت في أحداث البحرين من أجل تحقيق مصالحها، وإن من حق البحرين الشرعي فرض القانون والحفاظ على الأمن. لهذا من الغريب وغير المفهوم أن يتم جمع بلادنا مع هذه الأنظمة في سلة واحدة، فالبحرين ليست مثل ليبيا التي يقصف زعيمها شعبه بالطائرات ليبيدهم ”كالجرذان”، وليست كسوريا التي تحرك فيها الجيش والدبابات لسحق الثورة السلمية بتواطؤ أمريكي صارخ، وكانت النتيجة مقابر جماعية ومذابح وقتلى بالمئات. ثانياً- من المعيب على رئيس أكبر دولة بالعالم أن يورد معلومات مغلوطة بهذا الشكل عن البحرين، في ظل وجود سفارة كبيرة له بالمنامة، وعلاقات قديمة بين البلدين، وهو بهذا إما جاهل بالتركيبة البحرينية، وبالظروف الإقليمية، أو يعلم بهما ولكنه يتجاهلهما، وفي الحالتين هناك كارثة، فالرئيس الأمريكي يصف المعارضة بالسلمية، ويتهم البحرين باستعمال القوة الغاشمة والاعتقالات الجماعية، ونود أن نسأله كيف تكون المعارضة سلمية!، ومتى استعملت البحرين القوة الغاشمة!، فالبحرين تركت المحتجين أكثر من شهر يتظاهرون ويحتجون، ولم يتعرض لهم رجل أمن واحد منذ سحب الجيش من الشوارع، وحتى عندما لم يكتفوا بالدوار وحاصروا مجلس الوزراء والوزارات والمؤسسات الحكومية وذهبوا للديوان الملكي، أما القول بأن المعارضة سلمية فهو أمر يثير الأسى والسخرية، فالمعارضة قتلت 3 من رجال الشرطة وأحد المواطنين واثنين من الوافدين الآسيويين، واحتلت مستشفى السلمانية وحولته لمكان للاختطاف والتعذيب، وقطعت الطرق وأغلقت الشوارع، ونشطت خلاياها التابعة لحزب الله بالسيوف والآلات الحادة، وهاجمت الجامعة واعتدت على الطلبة والطالبات، ودهست مؤخراً 9 من رجال الشرطة إصابات بعضهم بليغة، فأين السلمية إذن؟!.خداع الرأي العام العالميثالثاً- تجاهل أوباما مكونات الشعب البحريني، فالمعارضة التي خرجت لا تمثل إلا قطاعاً صغيراً من الشعب، في حين إن الغالبية خرجت في تجمع الفاتح بمئات الألوف، واعترفت بشرعية النظام وطالبت بإصلاحات بشكل سلمي، أما المعارضة التي خرجت في الدوار فلم تقم بثورة ديمقراطية كالتي حدثت في مصر أو تونس، بل قامت بتمرد مذهبي حركته مرجعيات وجمعيات (أبرزها الوفاق) وشخصيات تؤمن بولاية المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وبالدولة الشيعية المذهبية، ولكنها تستخدم مفردات ديمقراطية لخداع الرأي العام العالمي، كما كان يفعل الخميني ومحمد باقر الحكيم قبل سقوط الشاه وصدام حسين، وأي مبتدئ في العلوم السياسية أو متابع لتفاعلات المشهد البحريني والإقليمي يعلم ذلك، ويعلم أن هذه الحركة المذهبية لو قدر لها النجاح لتحولت البحرين إلى كيان مذهبي مشوه ملحق بالدولة الإيرانية الثيوقراطية، ولأصبحت خنجراً في خاصرة الأمة العربية والإسلامية، ولكانت الديمقراطية أول من يذبح على عتبة الولي الفقيه، ولهذا نتعجب من هذه السذاجة التي ظهر بها خطاب أوباما عن البحرين، ما يطرح تساؤلات خطيرة عن الدور الحقيقي التي تقوم به السفارة الأمريكية، وطبيعة توجهات الموظفين البحرينيين بها، وهم المنتمون لفئة بعينها، ويطرح تساؤلات عن دور وزارة الخارجية والإعلام الخارجي وسفارة البحرين في واشنطن في توضيح حقيقة الأمور.رابعا – لا يجب أن يشغل خطاب أوباما أكثر من حقه في الأجندة السياسية للدولة، بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي يتكلم كثيراً دون أن يقترن ذلك بالضرورة بفعل حقيقي على الأرض، وعلينا أن نتذكر خطابه للعالم الإسلامي الذي ألقاه في القاهرة عام 2009 واستشهد فيه بآيات قرآنية وأحاديث، وأثنى على الإسلام ودوره في بناء الأمة الأمريكية نفسها، وطالب بالإصلاح والقيم الديمقراطية، ورغم ذلك شن حرباً على المسلمين في أفغانستان وباكستان وفلسطين، وتحالف مع الأنظمة التي هاجمها الآن، في مصر وتونس وسوريا واليمن، وبعد أن رأى الموازين قد تغيرت لصالح الشعوب، جاء الآن ليخطب خطاب آخر بلهجة أخرى، ولكن هذه المرة ليدعي أنه يدعم الشعوب ضد الأنظمة، سعياً منه للركوب على الثو