
أصدرت جمعية الأصالة الإسلامية بيانا رسميا قالت فيه بالنظر إلى تزايد الجرأة على حرمة الدماء والتعدي على الأرواح والأنفس البريئة من قبل الفئة الباغية ، وآخرها دهس 9 من رجال الأمن بمنطقة النويدرات بقصد قتلهم ما أصابهم بإصابات بليغة ، ولما كان العنف والرغبة في القتل واستهداف رجال الشرطة والآمنين قد انتشر واستفحل منذ 14 فبراير وما بعده ، ولما كان الشارع البحريني يغلي من الغيظ والانفعال من هذه الجرائم البشعة ، مطالبا بتغيير طريقة التعاطي معها والحزم في تطبيق القانون وعدم الاستهانة بأرواح المواطنين ، ولما كنا في لحظة تاريخية حاسمة تتحدد فيها مصير البلاد وكينونتها ومستقبلها بعد الأحداث السابقة ،
وبالنظر إلى أن محكمة السلامة الوطنية ستصدر حكمها النهائي في قضية قتل رجال الشرطة الأحد القادم ، فإنه من واجبنا أن ننقل ونؤكد للجهات المسئولة أن الشعب البحريني يطالب بتطبيق القصاص في الذين قتلوا رجال الأمن أو غيرهم من المواطنين والمقيمين، وعدم العفو عنهم أو تخفيف عقوبة الإعدام أو غيرها ، وأن هذا الشعب الذي صبر في السابق على إفلات الكثيرين من حكم القانون في القصاص والعقاب ، وكان يكظم غيظه وهو يرى إخوانه وأبناءه وآباءه ، من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين ، يتعرضون للضرب والاعتداء والقتل ، فإن هذا الشعب لن يقبل أبدا أن لا يطبق حكم القصاص في هؤلاء القتلة ، بعد أن وصلت البحرين لمفترق طرق ومفصل تاريخي يحدد مصيرها ومستقبلها. إن القصاص حكم إلهي واجب النفاذ والتطبيق حفظا للأرواح والأنفس والأعراض ، قال الله تعالى “”وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” ، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ” ، ” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ” ، وذلك أن القصاص حياة للأرواح والأنفس ، فإذا علم القاتل أنه سيقتل سيمتنع عن القتل ، وستحيا الجماعة ويبقى المجتمع آمنا مستقرا ، والقصاص فضلا عن أنه تطبيقا للعدل فإنه بقاء للجماعة الإنسانية والجنس البشري ، وإلا تحولت البلاد إلى فوضى وغابة تسفك فيها الدماء ويفلت القاتل بفعلته ، ولهذا جاءت القوانين الوضعية بأحكام الإعدام ، كما في قانون الإرهاب البحريني ، إدراكا من الشارع لأهمية القصاص في الحفاظ على بقاء المجتمع ذاته .وأضافت الأصالة ” وفي هذا السياق فإن الشعب لا يطالب بالقصاص انتقاما أو كيدا لأحد ، بل هو حكم الله فيمن قتل وأفسد في الأرض وظلم وبغى وأزهق الأرواح بغير وجه حق ، فبغير القصاص يكثر الهرج والقتل ، وتعم الفوضى وتسود شريعة الغاب ، أما القصاص وبما أنه حكم إلهي منزه عن الأهواء يضع الأساس المتين لبقاء مجتمعنا وأمنه وسيادته ، ومن أراد استتباب الأمن والحفاظ على البحرين عليه القصاص من العضو الفاسد ببتره واستئصاله من جسد المجتمع حتى لا يصيب المجتمع برمته .وأشارت الأصالة إلى ضرورة عدم الالتفات لما يروج من ادعاءات كاذبة من بعض الجهات المحلية والخارجية عن ضرورة إلغاء حكم الإعدام ، فلا يجوز التفريط في حرمة الدماء والاستهانة بمصير البحرين بسبب بيان من هنا أو هناك ، فالاهتمام المبالغ فيه بما تصدره هذه الجهات هو الذي شجع القتلة على إزهاق أرواح أبناءنا وإخواننا ، وهدد مصير البحرين برمته ، أما تطبيق القصاص فهو الكفيل بفرض الأمن والنظام والحفاظ على الوطن ، وللعلم فإن الكثير من تلك الإدعاءات والمواقف يتم تضخيمها للتأثير على صانع القرار ، أما شرفاء العالم ، وإخواننا في مجلس التعاون والعالم العربي فهم معنا في تطبيق العدل والحق ، ويفدون البحرين بدماهم .واختتمت الأصالة بالتأكيد مجددا على أن مصير البلاد وبقاءها وهويتها رهن تطبيق القصاص وإنفاذ حكم القانون ، وأي تقصير في هذا الأمر من شأنه أن يعرض بلادنا لأخطار عظيمة لا يعلمها إلا الله سبحانه .