
أشادت جمعية الأصالة الإسلامية بالموقف التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال المحنة التي مرت بها مملكة البحرين خلال الفترة الأخيرة ، ودفاعها المستميت عن أمن وسيادة واستقرار البحرين في مواجهة المؤامرة التي تعرضت لها ، حيث ساندت بلادنا على كافة المستويات منذ اندلاع الأزمة ، وأرسلت قواتها ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة من أجل القيام بواجبها الأخوي في الدفاع عن أمننا القومي ، وكانت مواقفها حازمة وصريحة في رفض التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني ، وتأكيد سيادة المملكة واستقلالها ، وأدانت منذ بداية الاحتجاجات التصريحات العدائية المتكررة للمسئولين الإيرانيين وما تضمنته من تزييف للحقائق التاريخية الثابتة ، وأكدت وقوفها الكامل مع بلادنا ضد المعتدين.
وفي هذا الخصوص نرفع أسمى آيات التحية والتقدير والعرفان لقائد دولة الإمارات الشقيقة معالي الشيخ خليفة بن زايد آل خليفة حفه الله ، وللشعب الإماراتي الشقيق ، على ما تفضل به من تقديم يد العون والمساعدة للبحرين ، في إطار وحدة المصير المشترك ، وروابط الأخوة والعروبة والدين التي تجمع البلدين في نسيج اجتماعي وثقافي وسياسي واحد ، وما يتمتع به الشعبين من روابط قبلية واجتماعية وسياسية عريقة ، تجعل منهما وحدة واحدة في إطار مجلس التعاون الخليجي .وفي نفس السياق نثمن عاليا احتفال الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية البحرينية يوم الخميس 12/5/2011م “بيوم الحب والشكر للإمارات” ، عرفانا بوقفتها الأخوية معنا ، حيث أقامت فعاليات رسمية وشعبية بالتعبير عن حب وشكر شعب البحرين الوفي لأشقائهم في الإمارات العربية الحبيبة ، ووقوهم المشرف الذي تعدى تقديم العون العسكري والسياسي إلى الدعم الاقتصادي في إطار مشروع المارشال الخليجي الذي أقره مجلس التعاون للبحرين وعمان ، بما يؤكد أن بلدان مجلس التعاون بلد واحد ، وشعب واحد ، ومصير واحد .إن هذا الموقف التاريخي ليس جديدا ولا غريبا على قادة الإمارات العربية ، بل استمرارا للمسيرة المباركة للشيخ زايد رحمه الله تعالى ، ودعمه غير المحدود للبحرين في مختلف الأوقات ، وهي المسيرة التي كانت ومازالت خير عون لبلادنا في السراء والضراء ، بل وخير عون للعالم العربي والإسلامي كله ، في ظل الأيادي البيضاء للإمارات العربية في مساعدة الشعوب العربية والإسلامية.إن وقوف الإمارات العربية مع البحرين فضلا عن استناده لمعايير أخلاقية وعربية أصيلة ، ولكنه ينطلق كذلك من وحدة المصير والأمن القومي المشترك ، فتهديد أمن البحرين يعتبر تهديدا مباشر وفوريا لأمن الإمارات بشكل خاص ، وأمن مجلس التعاون بشكل عام ، بالنظر إلى أن البحرين مفتاح أمن المجلس وبوابته الشرقية ، والفتنة التي تعرضت لها كانت مدخلا لتهديد باقي دول المجلس والنيل منها ونشر الفتنة بداخلها ، ولا يمكن لأي دولة أن تحافظ على أمنها القومي واستقرارها بمعزل عن باقي الدول الست ، ولهذا فإننا ندعو لضرورة تطوير العلاقات التي تجمع بين البحرين والإمارات العربية الشقيقة ، وتقوية مجلس التعاون الخليجي برمته ، واتخاذ ما يلزم من خطوات سياسية واقتصادية وعسكرية في سبيل جعله وحدة واحدة قادرة على مواجهة الأخطار العاصفة التي تواجهنا في الظروف التاريخية الحالية .