
البوعينين: اندماج «الأصالة – المنبر» في كتلة إسلامية وارد
خفف رئيس كتلة الأصالة الإسلامية النائب غانم البوعينين من حدة التهويل الإعلامي الذي يلف الخلاف الذي ضرب بين قطبي الشارع السني في البحرين (الأصالة الإسلامية والمنبر الوطني الإسلامي)، واعتبر أن تشكيل كتلة إسلامية تضمهما في البرلمان الجديد هو أمر وارد.وقال في حديث موسع مع «الوسط» من مكتبه بمجلس النواب في القضيبية: «إن كل شيء ممكن في العمل السياسي»، لافتاً إلى أن كلاًّ من «المنبر الإسلامي» و»الأصالة الإسلامية» وبما يملكانه من خبرة يمكنهما عمل الكثير في الفصل التشريعي الثالث.
وأرسل البوعينين من القضيبية رسائل صريحة تفيد بأن كتلة الأصالة لن تقف مع أية صفقة تستهدف إبعاد النائب خليفة الظهراني عن رئاسة مجلس النواب الجديد، وقال: «لا نقبل التفاوض أو التحالف أو حتى مناقشة هذا الموضوع، لأنه خارج المصالح السياسية والشخصية»، منبهاً إلى أن دعم «الأصالة» لرئاسة الظهراني لمجلس النواب يأتي من باب الالتزام الأخلاقي والسياسي والأدبي غير القابل للتغيير، وفق توصيفه.من جانب آخر، فنَّد البوعينين الإشاعات التي روّجت عن تجييره أصوات العسكريين لصالحه في الجولة الثانية من الانتخابات التي حسمها في قبال المرشح المستقل عبدالناصر عبدالله، وقال: «ليس لدي يد على العسكريين، ونتائجي في الجولة الأولى وفي الجولة الثانية تثبت أني لست بحاجة إلى أصوات العسكريين».وفيما يأتي نص حوار «الوسط» مع البوعينين:ما الذي جرى في انتخابات 2010؟- انتخابات 2010 أخذت بعداً دوليّاً أكثر من الانتخابات الماضية، ولاحظنا التغطية الإعلامية الدولية لهذه الانتخابات، ولأول مرة نشاهد البعد الدولي للانتخابات في البحرين، فالانتخابات السابقة كانت أكثر هدوءاً، وتزامنت هذه التغطية مع حرية التعبير لتعطي زخماً كبيراً للانتخابات، وأنا تلقيت مكالمات من لندن والدنمارك من أصحاب أعمال وأناس في الخارج يتابعون العملية الانتخابية أولاً بأول، بينما هم في الانتخابات السابقة لا يعلمون من وصل إلى مجلس النواب إلا بعد أسابيع، وتلقيت مكالمات من الأردن ومصر كذلك تهنئ، وهذا يظهر اهتماماً دوليّاً وهو يعطي الانتخابات طعماً آخر غير الطعم المحلي، فالاهتمام الدولي وحرية التعبير التي أوصلت كل الآراء إلى خارج النطاق الإقليمي والعربي أعطت الانتخابات طعماً آخر.ما صحة استهداف بوصندل والمهندي ومراد؟- هذه الوجوه غير مستهدفة، وأنا أؤكد ذلك وإن كان هناك استهداف فمن أشخاص معينين، فغانم كان مستهدفاً وعلي أحمد مستهدفاً وكل المرشحين في دوائرهم مستهدفين من خصوم لهم، ولكن الاستهداف الذي تم تداوله غير موجود، والدليل على ذلك أن عبدالحليم مراد فاز، وأسباب عدم فوز المهندي في دائرته تختلف عن أسباب عدم فوز بوصندل، فالمهندي خسر من الجولة الأولى بينما بوصندل خسر في الجولة الثانية، وهذا يعطي مؤشراً إلى أن الأمر يختلف بحسب اختلاف طبيعة الدائرة.أنت متهم بتجيير أصوات العسكريين لصالحك.- لم أجيِّر الأصوات، وليس لدي يد على العسكريين، ونتائجي في الجولة الأولى وفي الجولة الثانية تثبت أني لست بحاجة إلى أصوات العسكريين لأن الفارق بيني وبين أقرب منافس لي في الجولة الأولى كان 560 صوتاً وارتفع إلى حوالي 900 صوت في الجولة الثانية، وأؤكد أن الكثير من ناخبي المنافس في الجولة الأولى إبراهيم الماجد أتوا إلى مقري الانتخابي وأبدوا دعمهم لي وكنت متأكداً من صدق توجههم، كما أن علاقتي بعموم الدائرة جيدة جدّاً، ولدي علاقة مع كبار السن ولدي زيارات لهم باستمرار، واتهمت بأن لدي علاقة متميزة مع إحدى العوائل الكبيرة في الحد من أجل الحصول على أصوات العائلة في الانتخابات، وهذا كذب لأني لدي علاقة مع العائلة منذ سنوات والعلاقة بين العائلتين تمتد إلى أكثر من 100 سنة، وأنا مستهدف منذ 2002 وحتى اليوم من جهات معينة غير رسمية لكننا اجتزنا العقبة الكؤود في 2002، وفي 2006 و2010.هل هو الاستهداف لـ «الأصالة» أم للبوعينين بشكل شخصي؟- يمكن للاثنين، ولكن القصد هو إسقاط «الأصالة» في الحد، والبعض يعتقد أن زيارته لمجلس أو مجلسين ستضمن له الغالبية، ومع احترامي للمجالس التي أحرص على التواصل معها فإن كمية الأصوات التي تمثلها ليست بالكبيرة.هناك أحاديث عن أن ما جرى في انتخابات 2010 كان وراءه مواقف الكتل الإسلامية من بعض الملفات المتعلقة بالملف الأخلاقي وقانون منع الخمور، وأملاك الدولة.- أنا أستبعد ذلك، وخير دليل وصول الكثير من النواب السابقين إلى المجلس الحالي، كما أن «الوفاق» ازداد عددها إلى 18 نائباً، وأعتقد أن عدم التنسيق بين «المنبر» و«الأصالة» هو السبب الرئيسي في النتائج التي حصلت عليها الجمعيتان، وكما قلت فإن لكل دائرة خصوصيتها.أظهرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة تراجعاً للنواب الإسلاميين في الشارع السني، هل يمكن من خلال هذه النتائج قراءة تراجع للإسلام السياسي في الشارع السني بعد انتخابات 2010؟- نقرّ بوجود تراجع للإسلام السياسي على مستوى الحضور العددي، ولكن قراءتي لنتائج الانتخابات تختلف نوعاً ما، إذ لابد أن نقرأ ظروف كل دائرة وتحليلها بشكل منفصل بعيداً عن الدوائر الأخرى، إذ لا يمكن القول إن هناك تراجعاً للإسلام السياسي في الشارع السني، إذ إن لكل دائرة انتخابية والظروف المحيطة بها دوراً في ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك، وأعتقد أن عدم التنسيق بين ج