
»الأصالة«: ضرورة التنسيق لتحقيق مصلحة الوطن العليا وأمنه واستقراره
تعمل جمعية الأصالة الإسلامية وفق تكتيك سياسي واعٍ يجمع بين ثوابت راسخة ومرونة تتلاءم مع متغيرات ومتطلبات الحياة السياسية، سواء في ما يتعلق بالانتخابات الحالية، إذ تشير الدلائل إلى فرص كبيرة لفوز مرشحي الجمعية الذين يخوضون المرحلة الثانية للانتخابات، أو ما يخص توجه الجمعية المتجدد لتبني القضايا الأساسية التي تهم المواطنين ووضعها على رأس الملفات التي تعنى بها مثل الإسكان والتعليم والصحة ورعاية المعوقين وخدمات المتقاعدين، وحرصها على التأكد من تماشي جميع القوانين مع الشريعة الإسلامية
إضافة إلى تمسك الجمعية بما يخدم المصلحة العليا للوطن خصوصا التنسيق مع المنبر الإسلامي رغم الفتور الذي شاب التنسيق بينهما في الفترة الأخيرة. البعد عن التأزيم السياسي وأكد رئيس الكتلة النائب الأول لرئيس مجلس النواب غانم البوعينين أن البحرين كلها ينبغي أن تكون هم الجميع بصرف النظر عن الدوائر الانتخابية والتنافس الدائر في العملية السياسية. مشيراً إلى أن ذلك يجب أن يظل الغاية التي يعمل من أجلها الغيورين على هذا الوطن. موضحاً أنه رغم غياب التنسيق بين الكتل الوطنية في الفترة الأخيرة إلا أن الأصالة ترى أنه أكثر إلحاحاً الآن من أي وقت مضى، خاصاً مع وجود دوائر قد تدفع إلى مجلس النواب بأشخاص يعملون على تأزيم الحياة السياسية في البحرين. وأشار إلى أن إفرازات العملية السياسية والنتائج التي تمخضت عنها عملية الانتخابات في مرحلتها الأولى يجب أن يتقبلها الجميع بسعة صدر لأنه عمل ارتضاه الجميع وهو التنافس الشريف وفق الدستور والقوانين. وأوضح أنه كان يتمنى أن تشهد الانتخابات الحالية تنسيقاً أكبر بين أكبر الكتل الوطنية. مشيراً إلى أن هناك سعة من الوقت ليسعى أصحاب الرأي في الجمعيات لتحقيق مثل هذا التنسيق المطلوب والمهم في هذه المرحلة. وأشار إلى أن هناك دوائر انتخابية من الأهمية بمكان أن تشهد تنسيقاً جيداً لإيصال أعضاء وطنيين إلى مجلس النواب يعملون على مصلحة الوطن العليا ويخدمون المواطنين بصدق، وأن لا يكون همهم تأزيم المجلس من خلال أطروحات مبالغ فيها بشكل كبير جداً تتجاوز كل الحدود حتى أن تستخدم فيها ألفاظ تحريضية ضد القيادة والوطن، وأعرب عن أمله أن يتم إنجاز هذا التنسيق بالشكل الذي يخدم أمن واستقرار البحرين ويضعها فوق كل اعتبار. ودعا المرشحين والناخبين جميعاً إلى استغلال المناخ الديمقراطي بالطريقة المثلى بحيث لا تؤثر على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد. لافتاً إلى أنها على أهميتها فترة بسيطة وتنقضي لتعود الأمور على طبيعتها. معربا عن أمله في أن تتم العملية الانتخابية في سلاسة وأن تكون المنافسة شريفة ووفق القانون والضوابط الأخلاقية. وتعد جمعية الأصالة رائدة في العمل السياسي منذ أن دشن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الإصلاحات السياسية في البحرين، حيث اتفق العاملون فيها على التزام الدستور والقوانين والعمل من خلالها، وهي القوانين الأكثر تقدماً في تنظيم الحياة السياسية على مستوى الدول العربية والمنطقة. الأصالة والتوجه الاجتماعي وبحسب النائب البوعينين فإن الجمعية تعتبر ذات توجه اجتماعي، حيث تضع الملفات الأكثر إلحاحاً على مستوى مطالب المجتمع البحريني بأطيافه كافة، وعلى رأسها رفع معيشة المواطنين، إضافة إلى التعليم وخدمات المتقاعدين والإسكان والصحة وقضايا المعاقين. وحرص أعضاء كتلة الأصالة في المجلس النيابي على استخدام مختلف الأدوات الدستورية النيابية في طرح الكثير من الملفات من اقتراحات ومشروعات قوانين وغيرها، مما انعكس على شعبية نوابها خصوصا في الدوائر التي لهم حضور قديم ولافت فيها، ويرى الكثير من المواطنين في أعضاء كتلتها جنوداً وطنيين ومخلصين همهم الأول خدمة الوطن ومتابعة مصالح المواطنين، فضلاً عن تصريحات منتسبي الكتلة ومرشحيها عن ضرورة التنسيق مع القوى الوطنية الأساسية في المملكة رغم ما حصل في الفترة الأخيرة من غياب ذلك التنسيق، عازين وجوب الاتحاد والتنسيق إلى حماية المصلحة العليا للوطن. تنسيق الأصالة والمنبر يذكر أن جمعيتي الأصالة والمنبر الإسلامي أعلنتا قبل بداية العملية الانتخابية الأخيرة عن التنسيق الكامل بينهما، إلا أنه مع مرور الوقت واشتداد المنافسة حملت الأنباء أخباراً غير سارة لمناصري التنسيق والاتحاد بين الجمعيتين، حيث لم ينجح التنسيق في حسم الخلاف حول بعض الدوائر، ورغم ذلك فيبدو أن أهمية التنسيق لم تغب عن كلا الطرفين خصوصاً وأن الاستطلاعات أشارت في أكثر من دائرة إلى تأثير التحالف بين الكتلتين على فرص المنافسين في الفوز. ووفقا لآخر استطلاعات الرأي العام للانتخابات النيابية التي أجريت قبل ٣ أيام من بدء التصويت، تبين أن من العوامل التي