
أكد فضيلة الشيخ عادل بن عبدالرحمن المعاودة أن ”الفرار إلى الله سبحانه وتعالى هو الخطوة الأولى في بداية الحياة الصحيحة التي يرتضيها المولى لعباده”، وقال إن ”البداية الجادة للالتزام بالطريق الموصل إلى الله عز وجل لابد له من انطلاقة جادة تنطلق من رغبة ذاتية ومعرفة صحيحة بحقيقة الدنيا”.جاء ذلك خلال المحاضرة الجماهيرية التي أقامتها اللجنة الثقافية بجمعية الهداية الإسلامية ضمن فعاليات خيمتها الرمضانية التي تلتقي فيها مساء كل ليلة من ليالي الشهر الفضيل مع شخصية بارز في المجتمع البحريني لتقديم التوجيهات للحضور الذين يحضر منهم فئة الشباب بنسبة كبيرة تمشياً مع رؤية الجمعية في اجتذاب العنصر الشبابي والارتقاء به دينياً وثقافياً واجتماعياً.
بين المعصية والطاعةبدأ الشيخ محاضرته القيمة ببيان أن الدار التي نعيش فيها هي دار فناء وتسير إلى طريق الزوال، وهذه سنة بينها الحق سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في كتابه العزيز (كل نفس ذائقة الموت)، وقال ”ليعلم الجميع وبخاصة الشباب أنه لا راحة للعبد ولا سعادة إلا مع طاعة الله سبحانه وتعالى، لأن في المعصية سخط الله وحلول أمراض القلوب”.الفرار إلى اللهثم انتقل المعاودة إلى محور ثانٍ وهو ضرورة تأصيل جانب مراقبة الخالق في نفس العبد والوصول إلى مقام الإحسان وهو استشعار رؤية الله تبارك وتعالى للعبد أينما كان، وهذا الأمر سيوصله لا محالة إلى السعي في رضاه والفرار إليه واللجوء إليه والافتقار لغناه وعظمته وسلطانه الكبير، وأكد في هذا المحور أن ”الفرار إلى الله سبحانه وتعالى راحة واطمئنان”.بداية البدايةوبعد هذه البداية التأصيلية في نفوس الحضور دخل فضيلة الشيخ عادل المعاودة في صلب المحاضرة، وتوجه بسؤال إلى الحضور شدَّ فيه انتباههم وألهب فيه حماسهم قائلاً: ”إذن متى تكون البداية؟ وكيف تكون هذه البداية؟”.وإجابة على هذا السؤال قال المعاودة ”إن عقيدة أهل السنة والجماعة تقول إن الإيمان ليس بالتمني والتحلي ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، فمن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة من خلال السعي الدءوب في تحصيل الحسنات لبلوغ المقام العالي في الجنة بإذن الله”.وبين المعاودة أيضاً أن أنواع الطاعة متوفرة لدى العبد وما عليه إلا أن يتعرف عليها ويخلص في طلبها.عرفت.. فالزموتفصيلاً للنقطة السابقة لمحور الحديث قال الشيخ عادل المعاودة ”لابد للبداية الصحيحة من انطلاقة جادة، فإذا عرفت الحق فالتزم به حالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد صحابته (عرفت فالزم)، فإنك لا تدري متى يوافيك الأجل.. وحتى لا يفوتك الأجر العظيم فالزم الحق وطاعة الرحمن على بصيرة وعلم وهدى، فأنت المسؤول الأول عن نفسك، فكل ما يزيد من ميزان حسناتك في الآخرة ويوصلك إلى رضا ربك فافعله وما غير ذلك فاصرف وقتك وجهدك عنه”.وأردف بقوله ”البداية مسؤوليتك أنت وحدك.. الحياة مشروعك الخاص عليك أن تنفذه بإتقان بعد أن تستشير أهل الحق وتلتزم بالمنهج الصائب في عبوديتك لربك”.وأضاف المعاودة موضحاً ”بعد اتخاذ القرار في بداية البداية والعزم على الإقدام نحو الطريق السليم فإنك حتماً سترى النتيجة مبهرة، وعليك أن لا تلتفت إلى المثبطين وإلى وساوس الشيطان وليكن لك صحبة معينة وتسلح بالدعاء واجتهد في تغيير بيئتك وليكن المسجد والقرآن هما المحطتان التي تقضي فيهما أروع لحظات حياتك وتتزود فيهما من الشحنات الإيمانية التي تعينك على المضي قدماً في طريق حياتك لتكون بدايتك مشرقة”.نشكر الشيخ عادل المعاودة على هذه الإشارات القيمة والمعاني العظيمة التي أتحف بها الحضور وقراء الصفحة الإسلامية بجريدة الوطن، كما نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يثيبه ومن أعان على نشر الحق في هذه المملكة الطيبة