دعت جمعية الأصالة الإسلامية الإخوة في مصر الشقيقة إلى حقن الدماء ولم الشمل والاتفاق على كلمة سواء ، من أجل مصلحة مصر الحبيبة ، وحقن دماء أبنائها وأرواحهم ، ومنع الانزلاق إلى احتراب أهلي شامل ، لا يبقي ولا يذر ، وسيخسر فيه الجميع.
وأدانت الأصالة وبشدة سقوط كثير من القتلى والجرحى في أحداث رابعة العدوية ، كثير منهم برصاصات في الرأس والصدر ، وشجبت سفك الدماء وقتل النفس المحرمة بعموم بر مصر ، بسيناء والعريش والتحرير ورابعة والنهضة وغيرها ، من المتظاهرين و رجال الشرطة و الجيش و غيرهم ، في ظل انتشار فتنة مدلهمة ، وقتل وهرج غريب على مصر وتاريخها ، المعروفة بتلاحم أبنائها وإخوتهم وحبهم بعضها بعضا .
وخاطبت الأصالة شعب مصر ” الله الله يا أهلنا بمصر في حرمة الدماء ، التي نهى الله سبحانه عن الخوض فيها وقرنه بالشرك به ، فقال في كتابه العزيز “ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً “ ، “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) ، “… مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” ، “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” ، فمن أعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل المسلم بغير حق ، فعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا ، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا). وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ) ، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَاماً) رواه البخاري ، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ) .
وحذرت الأصالة أهل مصر من أن بلادهم مستهدفة بالكيد والتآمر ، من قبل أعدائها بالداخل والخارج ، وعليهم أن يحذروا أن تؤتى بلدهم من قبلهم وبأيدهم ، وأن يجمعوا أمرهم ويتراجعوا عن خطابات الكراهية والشحن والتحشيد ضد بعضهم البعض ، فالخلافات السياسية بين أبناء الوطن الواحد لا تحل بدق طبول الحرب والشحن الإعلامي والشيطنة ، والتحامل والطعن في الدين والنوايا والتحريض على القتل وسفك الدماء ، بل تُحل بالحوار والتفاوض والحلول الوسط والصلح ، قال الله تعالى ” والصلح خير” ، فمصر تسع المصريين جميعا ، وليست حكرا على أحد.
ودعت الأصالة علماء مصر وحكماءها وجيشها وحكومتها وقواها المختلفة إلى المبادرة إلى انقاذ مصر العزيزة ، والقيام بما يلزم من أجل القضاء على الفتنة وتقريب وجهات النظر وتخفيف التشدد والاتفاق على كلمة سواء وحلول وسط ، وتغليب نداء العقل والحكمة ، من أجل انقاذ مصر من هكذا فتنة سوداء مظلمة..وقبل فوات الأوان …
اللهم احفظ مصر من كل سوء ومكروه واحقن دماء أبنائها واجمع شملهم يارب العالمين….