أعرب النائب الشيخ عبد الحليم مراد رئيس جمعية الأصالة الإسلامية عن شعور الأمة العربية والإسلامية بالصدمة والخذلان الشديد من موقف الرئاسة المصرية من الثورة السورية ، وصمتها المطبق عن تورط روسيا وإيران وحزب الشيطان في اغتصاب وذبح الشعب السوري المسلم ، بدم بارد وبالسكاكين .
وقال مراد في بيان رسمي ” يدفعنا حبنا الشديد لمصر المسلمة ، وتعشمنا الكبير فيها ، وهي أكبر دولة عربية ، ودورها كبير في الإسلام والتاريخ ، أن نبوح بما يحيك في صدورنا ، ونعجز عن كتمانه ، فالأمر خطير ، والخطبُ جلل ، ومصابنا في موقف مصر من ذبح المسلمين بسوريا ، هو مصابُ عظيم ينوء بحمله الصدر ويعجز القلب عن كتمانه .
إن الشعوب استبشرت وعلقت آمالا عريضة بعد فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر ، وتفاءلت في أن أرض الكنانة ستعود بعد غياب طويل ، إلى أمتها ودورها المحفور في القلوب والتاريخ ، من خلال رئيس يتخذ من الإسلام مرجعا وموجها ، وينتمي لأمة قال عنها سيد البشر ، صلى الله عليه وسلم ، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
غير أن التفاؤل ما لبث أن تحول سريعا إلى صدمة عظيمة لم تفق منها الأمة حتى الآن ، حين تعلق الأمر بالثورة السورية والمذابح القائمة لإخواننا وأخواتنا ، فبعد بضعة تصريحات قوية للرئاسة المصرية ، طالبت فيها علنا بتنحي الأسد ، ما لبثت أن تراجعت وارتدت ، وصمتت تماما ، عن الذبح والتقتيل ، بعد الزيارات الماراثونية التي تمت بين القاهرة وطهران ، واتفاقيات السياحة وغيرها ، حتى لم تعد الرئاسة تنطق بكلمة واحدة ، غير الكلام الفضفاض الذي يفهم منه دعما للأسد . ولهذا لم تشجب مجازر بانياس أو القصير أو حمص أوالغوطة الشرقية أو درعا أو … ، بل أكثر من هذا صرحت الرئاسة أن مصر لا تتحيز إلى أي من طرفي الصراع في سوريا ، و يتطابق موقفها مع الموقفين الروسي والإيراني في كيفية حل الأزمة .. ولهذا نفهم لماذا لم تشجب دخول حزب الله القصير … ولم تشجب المجازر والمذابح الذي يرتكبها بحق أهل السنة والجماعة ، حتى بلغ الأمر أن يهتف الثوار ضد الرئيس ويطالبونه بإعادة مصر إلى دورها ، ويشجب الإسلاميون السوريون “خذلان” الرئيس لإخوانه ، في بيان رسمي نشر بوسائل الإعلام…ولا حول ولا قوة إلا بالله !.
إن من يعتقد أن خذلان إخواننا المسلمين والصمت عن ذبحهم واغتصاب أعراضهن ، هو ثمن لعودة العلاقات مع ايران ، وأن النظام الإيراني سيقيل مصر من عثرتها الاقتصادية ، وسيفتح على الشعب المصري كنوز سليمان ، حتى يعم الرخاء والازدهار ، فهو لاشك واهم مخطئ لم يقرأ التاريخ ولم يفهم السياسة ويتجاهل الواقع ، فإيران لم تنزل بأرض إلا وحل بها الخراب ، وامتلأت بالدماء والفرقة والشحناء والبغضاء والتطاول على الدين والنبي وعرضه وصحبه ، وسادت الفرقة بين الشعب الواحد ، وانتشر الحقد والكراهية والرفض لمعتقدات الإسلام .
كيف بدولة منهكة اقتصاديا مثل ايران ، ومتوترة سياسيا ، وشعبها يعيش فقرا مدقعا ، ويعاني الحصار والاستبداد ، أن تفيض الخيرات على مصر ، وتقيلها من عثرتها ، وكيف تسمح الرئاسة المصرية ، أن تتجاهل روابط الإسلام ، وأوامر الله ونهيه ، ولا تنصر أهل السنة والجماعة في سوريا ، مقابل وعود إيرانية بدفع أموال ومساعدات ، فهذا والله لا يليق بمصر ، ولا بدينها ولا شعبها ولا تاريخها ، ولا يجوز أن يفعل هذا في حقها ! .
نطالب الرئاسة المصرية بأن تعود إلى ما يقوله كتاب الله عز وجل (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ… ) وسنة النبي صلى الله عليه وسلم (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَايَخْذُلُهُ..) ، فنصرة سوريا واجب وفرض شرعي وعربي وانساني ، سنسأل عنه جميعا أمام الله سبحانه وتعالى ، عن ماذا فعلنا لنصرة الثكلى ، وحماية أعراض الحرائر ، والدفاع عن الأطفال والشيوخ …فليعد كل منا جوابا !.