
الأمطار تكشف سوء البنية التحتية والرفاع الأكثر تضرراً
الأمطار الأخيرة سوء البنية التحتية وترهلها في بعض مناطق البحرين، وخاصة في الرفاعين الشرقي والغربي، فيما تنصّلت وزارة البلديات من مسؤولية سحب مياه الأمطار من الشوارع وأسندتها لوزارة الأشغال، وسط مطالبات الأهالي بتوفير مزيد من صهاريج المياه، وحل مشكلة تجمعها أمام منازلهم. وتسببت الأمطار الهاطلة قبل يومين بإرباك مواطني المحافظة الجنوبية، وتحديداً في الدائرتين الأولى والثانية، ما أفسد فرحة العيد على أسر كثيرة، بعد معاناة مناطقهم من تجمع المياه على مدى يومين. وكان عضوا الدائرتين الأولى والثانية في مجلس الجنوبية البلدي محمد البلوشي وعلي المهندي، على اتصال مباشر مع مسؤولي وزارتي الأشغال والبلديات لتوفير صهاريج سحب المياه، لإنقاذ المنطقة وسحب المياه من شوارعها، وتم توفير الصهاريج فعلاً ولكن بعد نحو 15 ساعة من تساقط الأمطار، أي بعد أن غمرت المياه كامل المنطقة، واستنقعت في شوارعها وساحاتها العامة.
وطالب البلوشي والمهندي بضرورة توفير صهاريج خاصة بـ«الجنوبية”، وتوجيه الحكومة لـ«البلديات” و«الأشغال” بالتعاون والتنسيق مع بعضهما لحل المشكلة، وعدم إلقاء كل جهة مسؤولية تقصيرها على الأخرى. وأكد المهندي أن استعداد الوزارتين لمواجهة تداعيات موسم الأمطار كان ضعيفاً وهشاً، ولا وجود للتنسيق بينهما وبين المقاول الذي أسندت إليه مناقصة توفير 50 صهريجاً لسحب المياه، كان نصيب الدائرة الثانية منها صهريجاً واحداً، لافتاً إلى أن جهود وكيل وزارة البلديات د.نبيل أبوالفتح أثمرت توفير نحو 6 صهاريج، وتابع بشكل شخصي موضوع تجمع المياه في الرفاعين الشرقي والغربي. وقال المهندي إن وزارة الأشغال أرسلت إلى دائرته صهريجاً واحداً لسحب المياه من الشوارع الرئيسة، واعتذرت عن إرسال صهاريج أخرى لسحب المياه من الشوارع الداخلية، مضيفاً أن منطقة الرفاع الغربي امتلأت بالمستنقعات، وتعذر دخول بعض الأهالي إلى منازلهم، خاصة في مجمعات 902 و910 و912، ووصل طول بعض المستنقعات إلى 50 م، وبعمق قارب ربع متر. وأوضح أنه تلقى اتصالات كثيرة من مواطنين يشتكون من الأضرار التي لحقت بمنازلهم، خاصة أن بعضها تسربت إليه المياه من الأسقف بسبب عدم تركيب عوازل لمياه الأمطار. وأرجع المهندي أسباب هذه المشاكل إلى سوء التنسيق وعدم الاستعداد الجيد من وزارتي الأشغال والبلديات، وأن المواطن كالعادة هو الضحية وهو المتضرر، وقال “تساقط الأمطار وسوء التنسيق بين الوزارتين تدفعنا لتأكيد مطالبنا السابقة بسرعة، عبر تشكيل لجنة مختصة لموسم الأمطار تضم في عضويتها كافة الجهات المعنية، وتنضوي تحت مظلة وكيل وزارة البلديات، ونطالب الحكومة بضرورة توفير ميزانية خاصة للأمطار والعوازل، مع التأكيد على توجيه الوزارات المعنية للقيام بدورها المنوط بها في هذا المجال”. وأكد المهندي أن الأمطار كشفت سوء البنية التحتية في الرفاعين، بسبب عدم التزام وزارة الأشغال بإنشاء أقنية تصريف مياه الأمطار بالشكل المتفق عليه مع المجالس البلدية قبل أعوام، ما يجعل هذه المعاناة حوادث سنوية متكررة تتجدد مع موسم هطول الأمطار، وتتسبب بأضرار لممتلكات المواطنين ومنازلهم وسياراتهم. أزمة حقيقية وأكد عضو الدائرة الأولى محمد موسى البلوشي، أن ما تعرضت له الدائرة “سوق الرفاع الشرقي” بسبب مياه الأمطار، يعتبر أزمة حقيقية عاشها المواطنون مع قدوم عيد الأضحى. وقال “لم تَسلم أي منطقة في الدائرة من اجتياح الأمطار، وتوجد في الدائرة 12 نقطة رئيسة لتجمع المياه، تسببت في شل الحركة تماماً بالمنطقة، ولجأنا إلى الجهات المعنية مثل وزارتي الأشغال والبلديات ووفرتا الصهاريج بعد مرور 15 ساعة تقريباً، ورغم الجهد المبذول من الوزارتين بعد ذلك في توفير قرابة 9 صهاريج للمحافظة الجنوبية بشكل عام، إلا أن التأخير الحاصل كان عاملاً رئيساً في زيادة معاناة الأهالي. وأبدى البلوشي استياءه من ردود بعض المسؤولين على اتصالاته بشأن طلب زيادة الصهاريج، وأضاف “بعض ردود المسؤولين يبدون عدم اهتمام تجاه ما تعرضت له المنطقة من معاناة، وردود بعضهم غير منطقية، كأن يقول (من الصعب إرسال الصهاريج الآن فالسائقون يحتفلون بالعيد)”. وشدد البلوشي على ضرورة تخصيص ميزانية وصهاريج لا تقل عن 10 للمحافظة الجنوبية، بحيث يكون الاتصال بين المجلس البلدي والشركة المتعهدة بتوفير الصهاريج للجنوبية وليس مع المسؤولين بوزارتي الأشغال والبلديات، وأضاف “لا نريد أن يكون المواطنون ضحية، يكفي ما تعرضت له منازلهم من أضرار، ويكفي أن الأمطار كشفت سوء البنية التحتية في بعض المناطق، خاصة مع وجود شوارع غير مسفلتة”. بلدي الجنوبية يحذر وكان مجلس بلدي الجنوبية حذر على لسان رئيسه محسن البكري، من تنصل وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني من مسؤوليتها في توفير صهاريج سحب مياه الأمطار، عطفاً على رسالة تسلمها البكري من الوزير الكعبي بهذا الشأن. وقال البكري لـ«الوطن” إن الوزير اختار توقيتاً حرجاً لإرسال خطابه، خاصة أن البلاد مقبلة على موسم أمطار وشيك، ثم إن وزارة شؤون البلديات دأبت منذ بدء عمل المجالس البلدية في 2002 على توفير صهاريج سحب المياه من الشوارع الفرعية، فيما تكفلت الأشغال بسحب المياه من الشوارع الرئيسة، مشيراً إلى أن المجلس البلدي يرفض مثل هذه القرارات المتسرعة. و
أضاف البكري “تنصل وزارة البلديات من مسؤولية توفير صهاريج المياه، ينبئ بموسم صعب على المواطنين، في حال تحميل وزارة الأشغال المسؤولية كاملة، وهي لم تنجح حتى الآن في حل مشكلة تصريف مياه الأمطار، التي سبق أن حددتها المجالس البلدية مع الوزارة والبالغ عددها 96 موقعاً، مصنفة على أنها مواقع حرجة وطارئة لتجمع مياه الأمطار، إضافة إلى عدم التعامل الصحيح من “الأشغال” مع المواقع الأخرى لتجمع المياه وهي بالمئات. وشدد البكري على أن تغيير وزارة البلديات لآلية التعاون مع المجلس البلدي، لجهة عدم مسؤوليتها في توفير صهاريج سحب مياه الأمطار، يخلق أزمة صعبة في المحافظة الجنوبية التي تعاني من أزمة مستمرة لتجمع مياه الأمطار، لافتاً إلى أن ضرورة تعاون الجميع للحد من المشكلة وحلها.